الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٣ مساءً

الحنق..زعيم القبيلة التي تحرس "الجمهورية"!

خليل العمري
الخميس ، ١٧ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١١:١٠ مساءً
منصور الحنق ، زعيم سياسي وقبلي ينتمي لإحدى أكبر القبائل اليمنية ، أرحب ، تقول الروايات أن تسميتها تعود إلى أرحب بن الدعام بن مالك بن بكيل ، وعرفت في وقت لاحق بإسم القبيلة التي تحرس الجمهورية .
الحنق ..عضو مجلس النواب عن حزب الإصلاح المعارض في فترة علي صالح ، كان الرئيس الذي سيصبح فيما بعد متحالفاً مع جماعة متمردة خاض معها 6 حروب يصرخ بقوة أثناء فوز الرجُل القوي بالإنتخابات البرلمانية .
"أدوا المخ.... نشطان والحباري ادسع أبتهم " كان يصرخ حاكم البنك وقائد الحرس اللاجمهوري حسب، وصف المفكر اليمني عبدالهادي العزعزي .
في 2011 وصل الى ساحة التغيير بصنعاء ، كنت أحد شباب الخيام ، كان آثار الدم الذي سكبته قوات صالح من أصدقائي ما يزال في الشارع ، كان الحنق يملأ منصة الساحة وبندقه معلق على كتفيه كريشة ، أعلن انضمامه وحمايته لشباب الإنتفاضة ، غادر بعدها الى أرحب .
بدأت قوات من المعسكرات الضاربة لحرس أحمد علي صالح تريد التوجه إلى صنعاء ، منعها الشيخ منصور وأجبرها على العودة ، جن جنون نجل الرئيس وأعطى قواته بإحراق أرحب !
كانت القرى والمنازل والمساجد هدفاً للصواريخ التي تأتي من الجو ، كان شقيق صالح يأمر أيضاً طيران الجو بقصف أرحب ، حفر رجال الحنق الملاجيء ولجاؤوا إليها .
ظهر الحنق على مقطع مصور وهو يؤشر نحو طائرة روسيا يتصاعد منها الدخان بعد "أسقطناها وكانت تقصف أبناء قبيلة أرحب الأبطال وسنسقط غيرها وغيرها ولن نسمح لهذه القوات بالتحرك نحو ساحة التغيير ".
صمدت أرحب في وجه الفاشية وتصدى أبناؤها للعنة الجيش اللاجمهوري واللا أخلاقي واللا يمني وخرجت رغم عمق جراحاتها منتصرة، كما تقعل قبائل اليمن الأصيلة لا تلك القبيلة التي تدفع بأبنائها لقتل النساء وتقتحم غرف النوم !
بعد الوصول الى توافق سياسي بين شركاء الثورة وحزب الثروة ، وصل وزير الدفاع محمد ناصر أحمد إلى أرحب ، سلم له الحنق كل قطعة سلاح سيطر عليها من قوات صالح وقال له وهو يهز يده بعنق "قعوا دولة .."، رفض أن يكون ضمن أي سلطة حكومية وبدأ بمداواة جرحى رجاله كما يفعل الأوفياء .
مع مطلع 2014 بدأ الحوثي وصالح في تحالف مسلح جديد، شعاره القضاء على الإخوان ومحسن ، بدؤوا في أرحب قبل عمران ، ثم عقدوا معها هدنة بعد استعصائها ، وذهبوا نحو القشيبي أحد أصدقاء علي المغني في عمران ، كانت أرحب تحرس الجمهورية وهي آخر من انضم إليها ..
كان الحنق يقاتل وحيداً جحافل الحوثي ومعسكرات صالح بعد أن سلم أسلحته للجنرال الذي قال له انه وزير دفاع دولة ثم تحول إلى خادم يحمل الأسلحة لسيده القديم .
في 18 ديسمبر 2014 ، ركزا جيداً على التاريخ ، تم خذلان الحنق ورجاله كما حدث مع الضباط الوطنيين ، قرر الرجل مغادرة المعركة الأقسى للحوثيين ، كانوا يكتبون على قتلاهم ضحايا زعيم القاعدة بأرحب وهي التهمة التي سوف يلصقونها برئيس دولة يدعى عبدربه منصور هادي لاحقاً.
قبل مغادرة الحنق ، أمر بإحراق كل ما في منزله ، فضل النار على أن ينهبها الحوثيون ، ثم أرسل رسالة لقادة عصابات الحوثي وصالح "الحباري ونشطان" : ثمن كل حجر من بيتي وبيوت رجال القبيلة سوف تهدمونها منازل كل منكم وغادر كما يفعل مقاتل شجاع فقد ذخيرته في ساحة المعركة .
ظل يرعبهم في عملياته النوعية خلال عام ، وظلوا يقتلون كل من يجدونه في طريقهم ، في يوم واحد فجر الملكيون الجدد أكثر من 30 منزلاً قي قرية واحدة تدعى "الجنادبة " .
انتقل رجاله إلى مأرب لقتال الحوثيين وظل هو يتحيز الفرصة للعودة إلى عرينه القديم ، قال لي صديق حضر مؤتمر الرياض انه كان يشتاط غضباً من المسؤولين عن تسليم العاصمة للمليشيا ، رفض أن يصافح من في المنصة ، ثم غادر حانقاً .
قبل أسابيع ، عاد الحنق إلى مأرب وأعلن قيادة المجلس الأعلى لتحرير صنعاء ومن ثم انتقل في اليوم التالي إلى ميدان المعارك ، قال في تصريح صحفي للزميل عمر المقرمي "عازمون على تحرير صنعاء " ، صنعاء تجري في شرايينه مجرى الدم .
ظهر اليوم قرب مفرق الجوف مع مقاتليه ، قادة القبائل المحترمون لا يكذبون إذا قالو ويتصدرون معارك استرداد الوطن والأرض والمنزل المدمر ، أما المزيفون كمخرجات مطبعة صينية فيتحولون الى مسؤولين في اللجان الثورية ويذهبون للنهب في الحديدة ، لا أقصد الحباري بالطبع!
افتقدتك صنعاء كثيراً يا شيخ الربيع اليمني ، افتقدتك اليمن ، حينما غادرت حزيناً سقطت مئاذن المساجد في أرحب ونهم على دوي الصرخات المليشياوية ، ما يزال صوت تلك المرأة مدويا ً في أذان اليمنيين بعد أعدموا ابنها أمامها وقالوا انه داعشي خطير !
لم يحدث أن التقيت بك من قبل ، لكني أعرفك كما أعرف خيام ساحة التغيير وشوارع صنعاء وكل المدن التي تم إحراقها بعد أن غادرت وأصدقاء الجمهورية معاقلكم ، سنلتقي يوماً على نصر قريب بإذن الله ، ترافقك السلامة والمجد ودعوات الأمهات .