السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٥ مساءً

تعز..وردة الحياة

راكان عبدالباسط الجبيحي
الثلاثاء ، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠٠ مساءً
ارتفعت وتيرة الحصار الذي تفرضه المليشيا على المدنيين في تعز .. مما يضاعف من معاناة المدنيين في عدم الحصول على المواد الغذائية والإغاثية وأيضا مياه الشرب.

حشدت المليشيا كل قوتها ،، تنكرت بزي الخبث ، واستقلت قطار التغطرس لتمارس قبحها وأعمالها غير المبررة بحق تعز .

لم تكتف جحافل التمرد بإمطار تعز وبالا من القذائف ، وزخما من الرصاص الذي يطال كل حي ، ويستقر في كل خاصرة.. بل شددت الخناق، وطوقت الحصار عنها.. لعلها تستوحي وفي مقدورها أن أبناء تعز سيركعون ويستسلمون .

إن المليشيا تستحضر خاتمتها، فقدت وعيها، وأقدمت على تطويق الخناق على المدينة. وصلت إلى درجة منع المواد الغذائية والعيش ومياه الشرب من الدخول إلى تعز .

يتحدثون بلغة العقاب عندما استوقفوا ناقلات الغذاء والمياه في أحد مداخل المدينة بالقول “ممنوع دخول الغذاء ومياه الشرب للدواعش”.

حتى إسرائيل لم يحدث أن أقدمت على ارتكاب ذلك الأسلوب بحق أهالي غزة والفلسطينيين.

إنهم ينتحرون كلياً ، يظنون بحصارهم المعتوه ومنع مقومات وأساسيات الحياة من استخدامها في المدينة أنها ستجلب لهم استسلام أبناء ومقاومة تعز . إن بعد الظن إثم وبعد الحصار هزيمة كما قال العزيز حمدي البكاري .

استوحشت المليشيا وفقدت صوابها.. بعد عدم استطاعتها في أن توجد فارقا جوهريا على أرض المعركة وتكبدها لخسائر فادحة رغم قوتها العسكرية الكبيرة المسلوبة من الدولة. وهذا يأتي في ظل تخاذل وصمت مريع من قبل الجميع وعدم التماس معاناة الأهالي وما تعيشه المدينة من وضع مُحتقن وكارثة إنسانية لم نشهد لها مثيلا .

لقد فرضت مليشيا الحوثي والمخلوع على تعز عقابا في منع مقومات الحياة من الدخول إلى المدينة ولو بإمكانهم منع أوكسجين الهواء عنها لاستخدموه نكاية بما تلقته من دروس وعبر من تلك المدينة وأبنائها. غير مدركين في خطواتهم تلك بقطع سبل الحياة عن المدنيين. إن تعز ورجالها يرتوون كرامة ويستنشقون حرية ويتذوقون نكهات الصمود والتلذذ بطعم النصر في قدرها الإلهي ومشروعها الوطني .

كل ذلك الحقد الغليظ ، والمشؤوم.. وكل تلك القيود التي تُبكل المدينة وكل ذلك القصف الوحشي على المدينة.. وما تزال الحالمة واقفة شامخة كالجبال ، وصامدة صمود الأبطال .. يا لعظمة هذه المدينة المذهلة ، التي استنسجت من صلابتها شيئاً مقدراً إلهياً.. إن الحالمة لا تُقهر ، ولا تستلم . ولا تستأصل من جسدها بذرة العطاء في سبيل الوطن ، وجوهر الوطنية المسكونة في روح المواطن .

إن ما تعيشه تعز من وضع غير قابل للتفاوض ومُجرد من كل الإنسانية يعتبر بحد ذاتها وطنا . إنها اليمن كل اليمن.

هكذا يتحدث التاريخ ويتكلم الواقع ..

انظروا إليها وإلى بقية المدن جيدا.. بعيدا عن حساسية المنطق واستحضروا كل جوانب الواقع المفروض على الجميع .

انظروا إليها بتمعن ..

هي الآن على دفتر النجاة .. تقاوم قساوة الحياة .

إنها تفترش سجاد الصمود ..

سوف تتلوا آيات الكفاح ..

ها هي تقترب من معانقة النصر ..

هنالك حيث هي محاصرة بقيود أولئك الحمقى .

إنها قادرة على كسر الحصار .

هي من علمتنا كل فنون التعامل مع الحياة .. وفراشات التحدي

علمتنا كل أساليب الواقع وأدبيات المستقبل .

إنها نموذج يتحذى بها ..

هي الآن تصنع تاريخها العظيم ،، تستقل قارب العظمة وتحمل قساوة الواقع المرير الذي فرضته جحافل التمرد. وتغرق سفينة التخاذل وخصوصاً أولئك ممن أكلوها لحماً وتركوها عظماً .

إنها وردة لم ولن تذبل مهما قطعوا عنها أوكسجين الحياة ،، وعَلم لن ينتكس مهما مزقوا منه ألوان العزيمة .

ها هي تعز تلمع من بارقها وهج الحياة وجمال المستقبل ..

إنها تقول سأنجو رغم خذلان الجميع ،،

سأنتصر طال الزمن أو قصر !!


الشرق القطرية