الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٦ مساءً

تعز التي لا تقهر

موسى المقطري
الاربعاء ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٠٥ مساءً
احنا نريد ابادة تعز !!!
بهذه العبارة ظهر الحقد الحوثي باحدى صوره البشعة وعلى لسان مهدي المشاط مدير مكتب عبد الملك الحوثي .

هذه العبارة قيلت في غضون جلسة مفاوضات صاخبة برعاية الامم المتحدة قدم فيها وفد الشرعية تقريرا عن الوضع الانساني في تعز اعقبه تأثر الحاضرون من الفريق الدولي .

قبلها كان محمد عبد السلام فُلَيْتَه عضو الوفد الحوثي قد صرخ في وجه ولد الشيخ انه لا يمكن السماح بدخول اي شي إلى تعز الا بعد الاتفاق السياسي !!!

الاتفاق السياسي من وجه نظر الحوثيين هو ايقاف عاصفة الحزم ورفع العقوبات على المخلوع صالح وعبد الملك وتفاصيل اخرى كلها تفضي لاخراج الانقلابيين من ورطتهم .

ابو بكر القربي السياسي الذي صنعه صالح وسخره لخدمته ، ثم بقدرة صالح اصبح من كبار الاثرياء بعد ان كان استاذا جامعيا وظل يجوب العالم ليجمل وجه المخلوع صالح ، انكر حصار تعز ووصف الوضع بانه مزايدات اعلامية لا غير .

المخلافي تفاجأ بمقولة القربي ولم يزد على قوله الله المستعان يا قربي وظل يرددها كثيرا .

ظلت تعز طوال انتفاشة الحوثي هي طعنة الخاصرة التي افقدتهم لذه التيهان ، وقبل ذلك كانت تعز هي كلمة السر في اسقاط نظام صالح سواء عبر اعتصام ساحة الحرية الذي شهده العالم ، او عبر شباب تعز الذين كانوا مع غيرهم من شباب المحافظات الاخرى يصرخون في وجه صالح " ارحل" في ساحة التغيير بصنعاء .

كانت اول صرخة " ارحل" صعدت من تعز اطلقتها الناشطة التعزية توكل كرمان في محطة صافر كما كانت تسمى قبل تحويلها الى ساحة الحرية .

يومها كان اللقاء المشترك يقيم مهرجانا شعبيا لم تكن اجندة الرحيل فيه معلنة ، وحين اعتلت توكل منصة الحديث صرخت "ارحل" فصرخ الحاضرون بطريقة مفاجئة لم يتوقعها المنظمون انفسهم ، وكانت شرارة البداية .

انتقلت توكل الى صنعاء وقادت حركة طلابية تحولت تدريجيا الى اعتصام مفتوح في ساحة التغيير وكان شباب تعز قد سبقوا بتاسيس ساحة الحرية .

ظلت تعز تؤرق المخلوع وحين وضع يده بيد الانقلابيين الحوثيين كانت اجندته هي الانتقام من تعز وتواردت انباء سابقا انه رفض بقوة فكرة حوثية بترك تعز والتوجه لحماية صنعاء وهدد بسحب قواته من تحالفه المشؤوم معهم .

حاليا ذهب وفدا الحوثي وصالح وامام اعينهم هدفا واحد هو اطالة الحرب وتدمير تعز قصفا وجوعا ومرضا ، وما انتبهوا ان ما يقارب عام من القصف والحصار على المدينة
لم يمكنهم من تركيع أبنائها .

في تعز يدرك الصغير قبل الكبير ان المعركة هي معركة كرامة وليست معركة جغرافيا ، وان كل قطرة دم تسكب بفعل الة القصف هي عطر لهذه المدينة ، وان شهداء تعز هم قناديل تضي لليمن طريقها للمستقبل .