الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٧ مساءً

ماذا فعل بنا عام النكبة

موسى المقطري
السبت ، ٠٢ يناير ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٠٥ صباحاً
اسُدل الستار على العام الميلادي 2015م وهو العام الأسوأ على اليمن منذ عقود .

ودعنا العام ونحن شعب بلادولة ، وحكام بلا حكومة ، ووزاء بلاوزارات ، ومواطنون بلا وطن .

تغولت على البلد فئة حقيرة ، وجماعة منبوذة تحالفت مع الشيطان الاكبر الذي جعل اليمن خلال حكمه في ذيل القائمة .

اسقطوا المعنى الرمزي للدولة وصارت البديل هي مليشيا مسلحة لا تحمل من قيم المدنية قدر انملة، ولا من معاني الوطنية وزن ذرة ، ولا من اخلاق الحرب قيمة .

عام تحالف فيه الانتهازيون مع المنتقمين فعاثوا في الارض الفساد واورثوا البلاء للبلاد والعباد .

في هذا العام عاش اليمنيون كابوسا لم يعرفه هذا الجيل اطلاقا، فالوطن الذي يتسع للجميع ما عاد كذلك ، وصار خيرة رجال البلد ورجال دولته الشرفاء ما بين قتيل او سجين او مطارد او لاجئ في دول الجوار .

جماعة سلالية تؤمن بحقها بالاستئثار بالحكم والمال دون سواها لا لشئ الا ادعاء نسب باطل واستغلال لعاطفة الناس الدينية في سبيل الوصول الى حكم الناس واكل مالهم بالباطل .

في هذا العام وبفعل حقد هؤلاء تحول الناس من المدارس الى المتارس ، ومن قاعات الجامعات إلى ساحات المعارك ، ومن منظمات المجتمع المدني الى عنابر السجون .

اليمن لم تعد وطنا للجميع _على الاقل في نظر هؤلاء_ فالذي يطالب بالشرعية خائن ، والمدافع عن ارضه داعشي ، والرافض لصرختهم الكاذبة مخير بين الرحيل الى المقابر ، او تقييد الحرية في العنابر .

حكماء البلد امسوا خلف جدران السجون ، او خارج الحدود ، والوطن تديره جماعة لا تجيد الا القتل ، وخريجوا السجون واسواق القات يتحكمون بمصير وطن ، ومستقبل جيل ، وحياة شعب .

عام مرَّ بمرارة ، وانقضى بحزن ، وولى ومعه ذكريات احبة سلبتهم مليشيا الموت حقهم في الحياة ، او تركتهم جرحى لا يقدرون على شئ .

تعز في هدا العام نالها ما لم ينل غيرها ، وودعت العام وهي في حصار مرير ، وضر ضرير ، حصار وقصف وموت اسود يلاحق ابنائها بين حواريها التي ظلت لعقود تغني للوطن… ولازلت .

في تعز يرحل العام والمرضى يحلمون بحبة علاج ، وبعضا من اوكسجين ، وربطة شاش فلا يجدوا ، فالبرابرة يحاصرون المدينة ، والعالم يتأمل ، ومن في نفسه ذرة من انسانية يدين ! ويشجب ! ويستنكر .

اما الاصحاء في تعز فمنتهى املهم مع رحيل العام شربة ماء ، ولقمة غذاء ، والاطفال لا يحلمون الا ان يعودو يوما لمدارسهم ، ولا زالوا يفقدون بعض رفاقهم مع كل يوم يمر .