السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣١ صباحاً

إبقاء "شيخ الرئيس" في زعامة الإصلاح.. هل هو رقص إصلاحي على رؤوس الأفاعي؟!

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - مراد الفقيـــة

التجديد الإصلاحي لتزعم الشيخ عبدالله الأحمر الحزب شكل مفاجأة في نظر الكثير من المتابعين للشأن الحزبي والسياسي في بلادنا عموماً، وظهرت المفاجأة وكأنها تحمل رسالة مهمة جديرة بالتأمل، وأذكر أنني أخبرت-البارحة- أحد العارفين بخبر التجديد فرد عليّ مباشرة:التجديد رسالة للرئيس والمؤتمر!!

سبقت المؤتمر العام الرابع الكثير من الكتابات والتحليلات، وجلها تنبأت بالتغيير وطالبت به، بيد أن إبقاء الأحمر في زعامة الإصلاح لا يمكن أن يُنظَر إليه على أنه جمود أو رفض للتغيير إذا ما حاولنا معرفة لغز الإبقاء وإذا علمنا بتغييرات حصلت في بقية المناصب القيادية العليا!.. فضلاً عن ذلك كله فإن الإصلاح غير ملزم بالعمل بتلك المطالب أو وفق تلك التحليلات والتنبؤات! إذا كانت لديه رؤية واضحة واتجاه مُحَدّد في البوصلة!!

جاء انعقاد المؤتمر الرابع للإصلاح في وقت ازدادت فيه المخاوف "الإصلاحية" من خطر التشضي والتداعي الداخلي الذي يتم محاصرته في كل مرة، وجاء المؤتمر العام الرابع ليعلن بأن الإصلاحيين متفاهمون في كل شيء يفعلونه ومتفهمون كل ما يحيط بهم من نوازل وظروف!.. كما أعلنوا تقديرهم للقيادات التاريخية ولا يعني إبقاء الشيخ الأحمر في زعامة الحزب تكريساً للاستبداد لأن شخصية الشيخ كما يعرفها الإصلاحيون ذات بعد تاريخي وثقافي متعلقة بالوطن في توازٍ عجيب، إضافة إلى ما يتمتع به الشيخ من لين في التعامل وعدم إجبار الآخرين على قول أو فعل شيء ينفرد به هو، على علو شأنه ومكانته، وكل من يقترب من الرجل يعرف ذلك جيداً!

هناك توجّه واضح لزعزعة "وحدة الإصلاح" وهناك مستفيدون من هذه الزعزعة، وأرى بأن إعادة انتخاب الشيخ الأحمر والتأكيد على ما فيه وحدة الحزب هو تجاوز إصلاحي "ناجح" لكثير من المطبّات، وتفويت لفرصة الأفاعي في نفث سمها والاستفادة من تضعضع صف المعارضة الفاعلة وعلى رأسها الإصلاح!

لستُ هنا بمقام التبرير للتجديد، لأن موقفي الشخصي "المسبق" غير محَدّد نحو شخص بعينه خصوصاً وأن بقاءه –أو رحيله- ليس فيه أي خطر محدق –في نظري- ولكن علينا أن نقرأ وجوه المصلحة العامة في بقاء هذا الشخص أو ذاك!