الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٨ صباحاً

يا معشر من وقع بيده..ولم يدخل التوقيع الى قلبه ..

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ٣٠ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٤٠ صباحاً
وقع الرئيس السابق علي عبدالله صالح على مسودة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية

اللتان تقضيان الى تسليمه الصلاحيات الرئاسية لنائبه عبده رب منصور هادي ، وعلى مايبدو من كلام الرئيس اليمني بعد عودته من الرياض بعد التوقيع انه أرغم على مثل هذا العمل حتى ولو ظاهر للجميع انه مسرورا مما أقدمت عليه يده ، فعودته الى صنعاء واجتماعه على رأس أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام يبين مدى جديته في تطبيق هذا الاتفاق ، والذي يقرأ خطاب الرئيس بالأمس خلال الاجتماع ، يفهم من كلامه وهو يحذر الطرفان من التملص من هذه المبادرة وآليتها التنفيذية كشف نواياه السابقة التي حاول فيها أكثر من مرة بجر البلاد الى الحرب الأهلية .

ومن خلال كلمته التي استغرقت نحو اثني عشر دقيقة في اجتماعه بأعضاء الحزب ، نوه صالح الى نتائج الأزمة التي عصفت باليمن في أكثر من عشرة أشهر ، قائلا ان الأزمة خلصت بأنه لا غالب ولا مغلوب من الطرفين ، يقولها دون استحياء وهو يعرف ان الطرفين المعنيين في هذه الأزمة هو الشعب اليمني من جهة و على عبد الله صالح من جهة أخرى ، يقولها دون استحياء وهو يعرف كم من دماء الشباب والشابات أسفكت من آلته العسكرية أزهقت الأرواح في صنعاء وتعز وارحب وبني الحارث وغيرها .

نحن نعرف كثيرا خطابات الرئيس السابق ومللنا كثيرا من سماعها ، لكننا(( اشتقنا )) هذه المرة لسماعه بعد موته سياسيا ، وكنا نعتقد انه في صدد تغيير كلماته وعباراته ، لكنه لايمكن ان يحدث ذلك منه وهو يبين مقدار حقده الدفين تجاه اليمنيين وكراهيته لهم التي طغت على قلبه ، ومن خلال الكلمات التي أطلقها يوم أمس يكشف للعالمين مدى وعمق الصداء الأسود الذي علق جدار قلبه في الفترة الماضية ، وهذا الصدأ لايمكن ان يزال بحبر القلم!! وإنما يحتاج الى موادِ كيميائية تخلصه من هذا الركام الفاسد الذي أصابه من الصغر ورافقه الى يومنا هذا .

وقع الرئيس السابق على المبادرة الخليجية بيده ..لكنه لم يدخل التوقيع الى قلبه - وقد كشف لنا هذه الحقيقة في أول خطاب له بعد التوقيع ، مذكرا بماضي لسانه التي لم تتورع يوما ما عن الكلام اللاخلاقي تجاه الآخرين حيث قال : (يوم تسود وجوه وتبيض وجوه ) ولم يكتفي بسوء الكلام وحسب ، بل ساقته لسانه الى تفسير هذه الآية الكريمة حسب ما تشتهيه نفسه وهواها، وهو يوجه كلماته اللامسؤولة نحو خصومه المعارضين مدنيين وعسكريين ، وفي نفس الوقت ينادي بحسن النوايا -ففاقد الشي لا يعطيه- وكذلك حينما تحدث عن الخراب والبناء!! أما الخراب الذي تكلم عن حجم خرابه .. فهو الذي أحدثة ولا أحد غيره ، وأما البناء الذي ذكره فلم يشعر الشعب اليمني يوما انه بناه !!.

كنا نتوقع منه بعد توقيعه ان يوجه خطابا مسؤولا الى الشعب اليمني كافة ويقدم فيه اعتذارا حارا من حقبته السوداء التي مر بها اليمنيون ، ويضع نفسه موضع القصور الذي رافقه في حكمه لليمن ، ويوضح للناس على انه بشر وانه ليس بكامل إنما الكمال لله سبحانه وتعالى ، ويعلن عن صفحة بيضاء جديدة تجب ما قبلها ، لكن صالح لم يكن خطابه يوما يرتقي الى المسؤولية ، ولا مترفعا عن فسافس الأمور ، ولم يعي ويتعظ من سيد الأولين والآخرين وامام الخطباء والمحدثين رسولنا الكريم صلى الله

عليه وسلم عندما قال في خطبة الوداع :((فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فل يستقد منه إلا ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن كنت أخذت منه مالا فهذا مالي فليستقد منه)) بابي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .