الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٠ مساءً

من خطف الزميل حمدي .

جمال أنعم
الثلاثاء ، ٢٦ يناير ٢٠١٦ الساعة ١٢:٣١ صباحاً
يتابع الجميع بقلق وحيرة حادثة اختطاف الزميلين حمدي البكاري وعبدالعزيز الصبري ومعهم رفيقهم منير السبأي ويتجه الإهتمام صوب حمدي كونه فيما هو واضح المستهدف الرئيس بالنظر إلى عمله مراسلا لقناة الجزيرة ومن خلال متابعتي لكثير من المنشورات والمواقف المتعلقة بهذه الواقعة أجد القول أن "الزميل حمدي مختطف من قبل المقاومة" يبدو إدانة صريحة لحمدي البكاري ذاته وكأننا نقول له تستاهل لأنك كنت تقف في الجهة الخطأ
ثمة زملاء كتبوا بوستات واتخذوا مواقف أراها متسرعة تغلب موجبات الصداقة على المهنية
والتي تقتضي التقصي أكثر وطرح التساؤلات المطلوبة والبحث عن إجابات ومعلومات يمكن على أساسها اتخاذ موقف ما
ثمة مسؤولية على المقاومة تتعلق بكون الاختطاف وقع في مربع تابع لها وثمة مسؤليات أخرى مترتبة عليها كالتحقيق والمتابعة والبحث عن المخطوفين ومعرفه الجهة الخاطفة وهذا في حال كانت لدى المقاومة إمكانيات القيام بكل ذلك وفي حال اعتبرنا أن المقاومة حالة ناجزة تمثل الدولة بكامل جاهزيتها وأجهزتها بحيث تستطيع القيام بكل الأدوار المطلوبة تجاه المجتمع فضلا عن مقاومتها للحوافيش .
واعتقد إن من يطلب ذلك يتجاوز المنطق والواقع لأننا نتحدث عن مجاميع مقاتلة تعيش في حالة حرب وضمن ظروف ميدانية وموضوعية صعبة تجعلها اقل قدرة على الوفاء بكل ما يطلب منها على كل المستويات .
كان حمدي البكاري منذ بدايات الحرب يقف مراسلا في جبهة المقاومة ولو كان هناك من يريد استهدافه من داخل المقاومة لفعل ذلك بسهولة من زمان.
فلماذا اليوم ؟
أنا هنا ابحث عن تبريرات معقولة لمن يقول أن الجهة الخاطفة هي من المقاومة .
واجد أن توجيه التهم جزافا في قضية كهذه وعدم طرح الأسئلة الصحيحة يؤدي إلى خلط الأمور وفرض مزيد من الضبابية والتشويش وينتج عنه إجابات غير صحيحة بالضرورة.
لدي يقين أن الجهة الخاطفة هي من خارج المقاومة وهي المتضررة من أداء الجزيرة عموما.
وهي ذات الجهة التي شرعت في عدن في تبني مخطط استهدافات تطال الصحفيين والمراسلين وتصل حد وضع قوائم اغتيالات .
ثمة أسئلة كثيرة ينبغي أن تطرح ويأتي هنا دور الصحفيين سابقا إلقاء التهم والخطابات المتشنجة الملقية باللائمة هنا وهناك دونما روية ولا أدنى تبصر.
هم مقاومة مش سلطة نظامية بالطبع يعني ما نقدر نطالبهم بكل شي وبعدين أنا أسال هل لدينا من المعلومات ما يؤكد تورط أفراد من المقاومة أين كانوا في هذا الاختطاف .
المنطقة الجغرافية والسيطرة عليها لا يعني أنها محصنة أمنيا وعسكريا وغير قابلة للاختراق يلزمنا الكثير من فهم الأمور على الأرض كي نحكم .
أنا بصراحة اخجل من أن أتسرع رع في إطلاق الأحكام والاتهامات على حالة مقاومة ورجال يقفون في مواجهة الموت ببسالة نيابة عن الجميع، وتحويلهم ببساطة إلى مجرمين وخاطفين ولصوص.
التعامل مع المقاومة بمعايير مثالية منطق يجافي واقع الأمور، هذا التشظي والانقسام في المشهد المقاوم والأزمات القيادية عالية المستوى وضياع الوجهة واللاعبون الأساسيون والثانويون والصراع من اجل الدعم والإجهاد الشامل الذي تعاني منه المدينة الجريحة المحاصرة والمقاومون، كل ذلك يؤثر على مجريات الأمور والأحداث ويصنع مشكلات جمة على كل صعيد .
نحن في وضع صعب عصي على التأطير لكن في المحصلة مازالت لدينا مقاومة تستدعي ضمن هذه الظروف أن تقاوم شروخها وانقساماتها ومشكلاتها الذاتية العميقة .
ويبقى القول أن مصير الزميلين ورفيقهما يضع الجميع في قلب المسؤولية ونحن بانتظار تحرك جاد من كل الفاعلين في المشهد المقاوم لتحرير الزملاء وللكشف عن كل ملابسات هذه الجريمة والجهة التي تقف وراءها والعمل على إيجاد المستوى المطلوب من الأمان للعاملين في الصحافة والإعلام داخل المناطق التابعة للمقاومة عموم.

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك