السبت ، ٣٠ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٣ صباحاً

كيف رحلت أيها الماجد؟

أنور الحذيفي
الثلاثاء ، ٠٢ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١١:١٠ صباحاً
كيف رحلت دون ان تودعنا ايها الماجد هل عافت روحك البقاء في هذا الوجود.

ام ان نفسك اختارت الرفيق الاعلى بعد ان ملت البقاء معنا نحن البشر .

هل تغادر الان بعد ما تحديت الصعاب وانتصرت عليها بقوة ايمانك.

انت الذي لم تستسلم يوما للظروف التي حاولت تكبيلك وقتل طموحك.

خضت معركة الفقر بجداره وانتصرت فيها فكنت نبراسا لنا بعصاميتك التي لا تلين.

كنت تخوض مشوار الحياة بكفاحك وكنا نحن من حولك نستغرب كيف تنجح في تحقيق ما تسعى اليه.

عبست الحياة في وجهك كثيرا فارقت احبابك واصحابك وعشت ما كان من ظلم الزمان وعلقميته ولكنك تجملت بالصبر.
والعنقاء تنهض من بين اكوام الرماد.

كنا في صنعاء وكنت لنا فيها الاخ و الصديق والقريب ولم نكن نتردد كلما اعوزتنا الحاجة في طرق بابك والاتصال عليك فلم تبخل يوما على اخوانك ولم تعبس في وجوههم فكنت اكرمنا وانبلنا وانقانا سريرة واكثرنا شفافيه.
لم.يكن في قلبك شيئا تخفيه كنت صادقا مع ذاتك ومع الناس من حولك لم تعرف المواربه يوما هذا ماعرفت به ايها الماجد وهذا ما عرفه الناس عنك .
كنت تكره السلبيه وتتمني لو ان الناس يتصرفون بمسؤليه تجاه الاخرين من حولهم .

خرجت من بيتك وبلدك مهاجر تبتغي الرزق الحلال وختمت عمرك بزيارة بيت الله معظماله وكان.لك ما اردت بعد ان تعذر سفرك العام الماضي .

كيف لي ايها الماجد ان اعود الي صنعاء وقد غادرتها انت الي الابد وكيف سأقاوم الم الذكريات ووجعها.
و ماذا اقول لوالدك ان سالني اين صاحبك؟ هل اقول له انك تعيش الان وحيدا في قبرك هل اقول له انك رحلت عنا الي الابد ولن تعود وماذا اقول لاخوانك واهلك ومحبيك ان سألوني عنك هل اقول لهم ان الموت داهمك فرحلت عنهم مكرها ولم تود فراقهم.

كم هو الموت قاسي حين اخذك منا ليتركنا في حيرة ليس لها نفاذ غير مصدقين خبر موتك وانطفاء روحك الابدي لكن هذه هي الحقيقة التي نكتوي بنيران حسراتها.
وداعا ايها الرفيق