الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٨ مساءً

الاستشهاد اليهودي على الطريقة الحوثية

ياسين التميمي
الاثنين ، ٠٧ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠٢:٢٧ مساءً
هارون البوحي، طفل تزعم ميلشيا الحوثي الطائفية بأنه يهودي قاتل في صفوفها حتى لقي مصرعه، ولكي تكون الحكاية مقبولة قالت المليشيا إنه كان يقاتل معها في نجران السعودية..يعني يخوض معركة وطنية وليست طائفية!!!..
المصادفة ان لنجران قصة مع أحد الحكام اليمنيين الظلمة في التاريخ الموغل في القدم، فقد كان ذلك الحاكم يعتنق الديانة اليهودية، وقد حفر أخدودا وأشعل فيه نيران كثيرة وألقى فيه المخالفين من معتنقي الديانة النصرانية الصحيحة آنذاك، يعني كانوا مسلمين أو مؤمنين كما وصفهم القرآن الكريم في سورة البروج المعروفة..عاقبهم بالحرق حتى الموت وهي أقسى عقوبة يتعرض لها إنسان على وجه الأرض..
الحوثيون هذه الأيام يكررون الجريمة ذاتها بمواصلة إحراق المدن بمن فيها بصواريخ الكاتيوشا.
لا يجدي ان تدعي المليشيا بأنها تتشارك المعركة مع متطرفين من ديانات أخرى لتظهر أنها في الطريق الصحيح..
الأمر لا يعدو كونه تنطعا مفضوحا ومبالغة في إظهار هذه المليشيا نفسها وكأنها مدعومة من الاقلية اليهودية الصغيرة العدد، والتي تعرضت للتهجير القسري على يد المليشيا نفسها قبل عدة سنوات.
وما يمكن فهمه من هذه القصة إن صحت هو أن ما تبقى من اليهود في صعدة يجبر على أن يكون جزء من المجهود الحربي للميلشيا لا أكثر ولا أقل ..
في ايران هناك مقعد في البرلمان لممثل الطائفة اليهودية او ما تبقى منها فيما يتعرض الملايين من اهل السنة للاضطهاد ويمنعون من إقامة صلاة الجمعة والجماعة في طهران..
هذا السلوك المركب والمتناقض الذي اعتمدته ايران وتحاول تعميمه على أذيالها في المنطقة ومنهم ميليشيا الحوثي..يراد منه جلب التعاطف اليهودي وكسب ود اليهود النافذين في الدوائر الغربية وإظهار ان من يحاربون من اجل استعادة الدولة والاستقرار والازدهار في اليمن هم على النقيض من النموذج الذي تعممه ايران في المنطقة..
ان صح مقتل مراهق يهودي اسمه هارون النوحي في معركة مع الحوثيين فهذا يعني ان الحوثيين هم الذين قتلوه ان لم يكن باعتباره جزء من اصحاب الديانة التي يلعنوها صباح مساء في شعار الصرخة، فإنه باسم المجهود الحربي هذه المرة..
ان ما حدث ليس استشهادا لأحد اليهود على الطريقة الحوثية..صدقوني هذه قصة مفبركة من الأساس.