الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٠ مساءً

عن زيارة الحوثيين للمملكة

عبدالله دوبلة
الاربعاء ، ٠٩ مارس ٢٠١٦ الساعة ١١:٣٥ صباحاً
قد لا يتجاوز ذهاب الحوثيين إلى المملكة مسألة تسليم الأسير، وتقديم عرض بعدم مهاجمة الحدود السعودية، ودون حتى أي مقابل.
والسؤال لماذا يفعل الحوثيون هذا؟
يمكن القول إن مهاجمة الحدود السعودية كانت مكلفة لهم، وأنها لم تحقق هدفها والذي هو جبر السعودية على وقف التدخل في اليمن مقابل سلامة حدودها وأراضيها، وعلى العكس من ذلك فقد استنزفت الحدود الحوثيين لا العكس، ولذلك من مصلحتهم هم لا المملكة وقف هذا الاستنزاف ليتسنى لهم توجيه قواتهم للمناطق اليمنية الأخرى، والتي لا يبدون حتى الآن أي تنازلات تجاهها.
لكن، إن كان هذا هو الهدف فعلا، فلما لا يتوقف الحوثيون عن مهاجمة الحدود دون الحاجة للذهاب إلى السعودية؟
ربما أرادوا الاستفادة من هذا الأمر لإعطاء صورة للدوائر الدولية بأنهم يقدمون التنازلات للمملكة، والتي يرغبون في الحصول على مفاوضات مباشرة معها، تحت ضغط تلك الدوائر، وأتوقع أنهم سيتقدمون بعرض جديد بالمناسبة، إلا أني لا أتصور أنه سيتجاوز الرغبة في تقديم خدماتهم للمملكة إلى تقديم تصور بتسوية سياسية شاملة، فالقراءات الحوثية لا تزال عند ضلالها القديم بإمكانية الاعتراف السعودي بهم مقابل الحدود والحرب على الارهاب بضغط القوى الدولية.
والسؤال الآخر، لماذا قبلت السعودية استقبال وفد الحوثي؟
تريد المملكة أيضا القول إنها منفتحة على كل الأطراف اليمنية بما فيهم الحوثيين الذين وجهت لهم الدعوة إلى حضور مؤتمر الرياض، وأن المشكلة معهم هي فقط فيما يتعلق بإنقلابهم المسلح على الدولة اليمنية.
كما أن هذه الزيارة قد توفر فرصة لجس نبض الحوثيين بعد عام من الحرب، أما فيما يخص الحدود فلن تمانع المملكة أن يتوقف الحوثيون عن مهاجمة حدودها دون أي مقابل، إذ ليس من الوارد مقايضة الحدود بالتدخل العسكري في اليمن والذي تتجاوز أهدافه مسألة تأمين الحدود المباشرة.
يمكن القول أيضا إن هذه الخطوة المنفردة من الحوثيين تهز الثقة بينهم وبين صالح، ولهذا لم تفوت المملكة هذه الفرصة لتعزيز الانقسام في تحالفهم الهش.
لا أتوقع أن يوفق الحوثيون في تقديم أو الحصول على تسوية شاملة من خلال المملكة، فطبيعتهم المليشاوية تصعب عليهم الاستسلام العسكري وتفكيك المليشيا والقنوع بالمكاسب السياسية، وحتى الآن يبدو لي صالح هو المؤهل أكثر منهم لعقد صفقة مع التحالف العربي والشرعية، ومن شأن زيارة الحوثيين منفردين إلى أبها أن تعجل من ذهابه إلى عقد تلك الصفقة.