الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٤ مساءً

تعز ..المدرسة

موسى المقطري
الاثنين ، ١٤ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٤٣ مساءً
كل ما مرت وتمر به محافظة تعز يؤكد لنا انه حريٌ بنا ان نتعامل معها كمدرسة نضال ، وملهمة حرية ، وقصة انعتاق ، فصولها ممتدة الى جذور التاريخ ، ولازالت تتوالى .

علمتنا تعز ان العز يكون بالحرية ، والحرية غير ممكنة في ظل الجهل ، فاصبح التعزيون منارات علم ، ورواد ثقافة ، متعطشين للعيش في ظل الوطن الذي يتسع للجميع .

التعليم والثقافة كانت الخطوات الاولى لرسم طريق الحرية ، ولأجلهما نذر أبناء تعز انفسهم لعقود معلمين وقادة فكر ، ومراجع علم ، وموسوعات ثقافة في أرجاء الوطن وشتى بقاع الأرض .

وحين بدأت تباشير الانعتاق في 2011م كانت تعز الرائدة والقائدة ، وكان درسها الاول هو النضال السلمي وتحمل المخاطر في ظل نُبل الغايات .

تحولات عديدة وتطورات متلاحقة اضطرت فيه تعز ان تنتقل لتعلمنا درسها الثاني .

حمل المثقفون والقادة البنادق دفاعا عن الكرامة ، فكان الدرس واضحا ، فالكرامة غالية والتضحية لأجل القيم النبيلة هي قيمة انسانية بحد ذاتها .

كان الدرس بليغا هذه المرة ، وكل التفاصيل هي في حد ذاتها دروس متوالية .

تعز تعلمنا ان السلاح للدفاع وليس للفخر والاستعراض ، وان الذي يقذفنا بالورود نغرقه بها ، ومن يحمل علينا الشوك تقتله اشواكنا .

تعز تعلمنا ان القلم يصير وقت الحاجة بندقية ، فاذا آتى أكله عاد قلما من جديد ، والتعزيون علمونا ان المقاومة المسلحة ليست مهنة وانما مهمة ، إذ أنها ليست عمل العاطلين !، انما شرف العاملين ، وهي وسام لحملة الشهادات ، وعزة لأرباب المال، وفخر لكل من يشارك بها، وفيها اجتمع الطبيب والمهندس وحامل الشهادة العليا، والمواطن البسيط ، والمدير ، والمعلم ، وإمام الجامع ، وبائع الايسكريم .

هذه رشفة من مدرسة تعز ، فالفخر كل الفخر لمن تخرج منها، و من لم يعِ الدرس بعد فالأيام والأحداث كفيلة ان تحوله الى مستوعب حاذق ، فتعز لا تمل عن اطلاق دروسها .