الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٣ مساءً

عام من الحزم.. إعادة العملية السياسية إلى اليمن .. (1)

أحمد فوزي
السبت ، ٢٦ مارس ٢٠١٦ الساعة ١١:١٦ صباحاً
مرعام كامل على بدء العمليات الحربية في اليمن من قبل التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية وتدخلها إلى جانب الشرعية التي يمثلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وهو الأمر الذي لم يتوقعه حتى الحوثيين أنفسهم ولا حليفهم وشريكهم في الإنقلاب علي صالح.

فما قبل العمليات عاشت اليمن أياماً عصفت بالحياة السياسية برمتها فقبيل كل ذلك تم محاصرة الرئيس هادي في قصر المعاشيق بعدن، وعقب إعلانه عدن عاصمة مؤقتة توجه الطيران الحربي من صنعاء لضرب مقر الرئاسة وقصر المعاشيق، ولا يخفى على أحد كيف رفض أحد رجالات صالح في عدن وهو العميد عبدالحافظ السقاف قائد الأمن الخاص (الأمن المركزي سابقا) لأوامر الرئيس هادي. بل وبدء بعصيان عسكري اشعل الموقف وحساسيته وكان المصدر الأول في تسليح الحوثيين وأتباع علي صالح التي وصلت إلى عدن مجتاحة في طريقها معظم ما وصلت إليه من ذمار والضالع وقاعدة العند.

وانطلقت مجاميع تابعة للحوثيين من صنعاء لتمر وسطاً بذمار وإب ولتصل إلى مقر القوات الخاصة بمحافظة تعز، التي رفض أبنائها العدوان المواجه من قبل الحوثيين وتدنيس الزي العسكري بقتل الشعب فما كان منهم الا ضرب المتظاهرين وإطلاق النار المباشر على المدنيين الذين كانوا يمنعون خروج تلك المجاميع.

وكان الحوثيون وأتباع ومناصري علي صالح يرون الأمر إن شرعية هادي إنتهت من خلال الإنقلاب الذي شارك فيه هادي نفسه على الدولة الهشة التي كانت تركة ثقيلة لم يرضى حتى بتركها وظل مشاركاً في العملية السياسية لما بعد المبادرة الخليجية .

ولكن كانت المفاجأة التي لم يتوقعها الحوثيين أنفسهم الذين تصدروا مشهد الإنقلاب وانطلاق عمليات "عاصفة الحزم" ليتوقف المشهد السياسي اليمني الذي عايش تدحرجاً غير مسبوق ابتداءً بإجتياح دماج والتي تزامنت مع قرب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني مرورا بعمران التي شارك في عمليات الوساطة المبعوث الأممي آنذاك جمال بنعمر ودخولهم صنعاء في سبتمبر 2014.

هذه المفأجاة التي أصبت الجميع بالذهول بما فيهم هادي نفسه، الذي لم يكن يتوقع تدخل عسكري بهذا الشكل والكيفية والمقدرة.

التحالف العربي الذي أعلن إن تدخله في اليمن جاء بعد طلب الشرعية له، وأخذ تأييداً دولياً من خلال القرار الأممي 2216 وتحت البند السابع الذي حيد حتى الشركاء الدوليين للتدخل في اليمن.

وكان لبدء العمليات أثرها الكبير على الأرض خاصة مع تحييد الطيران الحربي والقوة الصاروخية التي تقاسمها كلاً من الحوثيين والعسكريين الموالين لعلي صالح.

ولكن العمليات الحربية التي انطلقت أوقفت الحياة السياسية كاملة في اليمن، وتوقفت معها النشاطات الحزبية. فالحوثيين استغلوا الفرصة أكثر مع عمليات عاصفة الحزم وبدأوا في اختطاف كل المناهضين و المعارضين السياسيين داخل اليمن دون أي مبررات أو مسوغات قانونية.

وتدهورت الحياة السياسية في الداخل وانقسمت النخب إلى فريقين وقسمين الأمر الذي انعكس على الداخل اليمني مع استمرار الألة الإعلامية الحوثية والصالحية في شيطنة كل مناهض أو مختلف في الرأي.

ولكن إلى أين تقاد العملية السياسية وهل من الممكن أن تتوقف العمليات الحربية في اليمن، وما هو الوضع السياسي الذي ستؤول إليه الأمور..

هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني بإذن الله