الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٧ مساءً

مرحلة جديدة للثورة اليمنية

أحمد منصور
الثلاثاء ، ٠٥ ابريل ٢٠١٦ الساعة ١١:٠٢ صباحاً

التغيرات الكبيرة التي أجراها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء الأحد الماضي بعزل نائبه ورئيس الوزراء خالد بحاح من منصبه لفشله في القيام بمهامه وتعيين اللواء علي محسن الأحمر نائبا للرئيس وأحمد عبيد بن دغر رئيسا للحكومة تعكس نقلة نوعية في الثورة اليمنية في ظل وجود وفد من الحوثيين في السعودية لإجراء مباحثات مباشرة لوقف إطلاق النار وتنفيذ المقررات الأممية .

هذه التغيرات جاءت بعد معلومات لم تتوقف عن خلاف جوهري في إدارة الحرب والأزمة اليمنية بين الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء الذي وصف بأنه غير مسيس وأن إحدي الدول لها تأثير مباشر عليه وعلي قرارته بشكل يتعارض مع مسيرة الثورة.

كما أن عودة اللواء علي محسن الأحمر لليمن بعد فترة إقامة في السعودية والذي يوصف بأنه العدو اللدود للحوثيين والمخلوع صالح والذي خاض ست حروب ضدهم والذي انحاز للثورة اليمنية وحماها بالفرقة المدرعة الأولي من بطش المخلوع ونظامه يعني لدى كثير من المراقبين أن مرحلة جديدة من الثورة اليمنية قد بدأت فالرجل الذي يخشاه علي عبد الله صالح والذي يعرف تفاصيل التركيبة العسكرية للجيش اليمني وكذلك قبائل الشمال التي ينتمي إليها يعني أن مرحلة الحوثيين وصالح قد انتهت، ويعني كذلك أن تهميش فصيل هام من اليمنيين ومحاربته حتى لا يكون له دور في إدارة دفة الأحداث في البلاد قد انتهى كذلك، ويعني أن الحديث عن فصل جنوب اليمن عن شماله لم يعد قائما في ظل أن الرئيس من الجنوب ونائبه من أهم قبائل الشمال، ولأن ولاء القبائل اليمنية متقلب فإن الأمر كان بحاجة إلى من يعرف تركيبة هذه القبائل ووسائل التعامل معها ولعل الأحمر هو الأنسب لهذه المهمة، كما أن دفعه من منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة إلى منصب نائب الرئيس يعني أن مهمته أصبحت سياسية إلى جوار مهمته العسكرية التي يقوم بها والتي كان من أهمها تغيير معادلات الحرب حول صنعاء وانتظار تحديد ساعة الصفر إما لاستلامها دون قتال من الحوثيين تجنبا لمزيد من الدماء والدمار أو اقتحامها، وهذا يعني أن خيارات المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين أصبحت محدودة .

أما اختيار أحمد عبيد بن دغر رئيسا للحكومة والذي كان نائب المخلوع صالح في رئاسة حزب المؤتمر ويعتبر من آخر المنشقين عليه فإنه يعني تطويق صالح وبقايا المنحازين حوله بأقوى رجلين يخشاهما هما الأحمر وبن دغر أحدهما عسكري والآخر سياسي أحدهما من شمال اليمن والآخر من جنوبها، ومن المؤكد أن هذه الخطوات لم تكن بعيدة عن الدولة الرئيسية الداعمة للتحالف السعودية التي أرتأت أن تأمين بعدها الأستراتيجي في اليمن يحتاج أن تتجاوز بعض الاعتراضات سواء على الأشخاص أو الرتابة في إدارة المعركة، وهذا يعني أن الحل في اليمن سواء كان عسكريا أم سياسيا قد اقترب من لحظة البداية .