الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٧ صباحاً

محادثات الكويت و"صميل" التحالف

موسى المقطري
الأحد ، ١٧ ابريل ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٥٢ مساءً
في الطريق إلى مفاوضات الكويت ثمة مؤشرات تثبت أن هناك بارقة أمل تلوح في الافق، لكن سرعان ما يكاد يتلاشى هذا الأمل أمام جملة من الخروقات التي سادت هدنة هشة خلال الايام الماضية.

ما يقود للاستبشار بقرب التوصل لاتفاق ما تم الإعلان عنه بوجود مفاوضات مباشرة بين الحوثيين والسعودية ودون مجاملة أو حديث برتكولي فإن الأوضاع لا يمكن ان تتغير إلا باتفاق حقيقي وقابل للتطبيق بين هذين الطرفين.

لست هنا للتقليل من دور حكومة ورئيس الشرعية اليمنية، لكن لنكن أكثر واقعية فمن غير المعقول أن تخاطر السعودية والتحالف بتسليم ملف التفاوض الحقيقي للشرعية في حين ان جميع المؤشرات تقول إننا تحت ظل حكومة رمزية هشة، ورئيس لا يملك من الأمر إلا القليل، وميدان قتال مشتت، وهذا كله بسبب سقوط المعنى الحقيقي للدولة بعد انتفاشة الحوثيين.

لذا وسبق ان كررتُ في أكثر من تحليل سابق أنه لا مجال لنجاح اي تسوية إلا إذا كانت السعودية هي الطرف المباشر فيها، وانا اؤكد للجميع أن ما سبق من جولات مفاوضات لم يكن يراد لها النجاح، وربما كان الاصلح يومها تأجيلها.

الحوثيون يدركون ذلك، وخاصة بعد تأكدهم أنهم تُركوا لوحدهم في المواجهة وتلاشت الوعود الإيرانية، وأضحت أحلامهم بتدخل عسكري إيراني روسي مجرد خيال، واقتصر دعم إيران على تزويدهم بالأسلحة واجهزة الإتصالات، لكن نشاطات التحالف البحرية سدت المنافذ وأبقتهم لوحدهم في المواجهة.

الحوثيون اليوم وتحت "صميل" التحالف "وعصا" المقاومة سيقبلون بما كان ينبغي ان يقبلوا به من البداية، مع فارق أشهر من القتال والتدمير، وفاتورة كبيرة من المآسي كان بالإمكان الاستغناء عنها.

يردد اليمنيون "الصميل خرج من الجنة" لكن صميل التحالف وعصى المقاومة اللذان نجحا في اعادة الانقلابيين لرشدهم فإنهما بحاجة لسنوات ليعيدا الامل لليمنيين، وتندمل الجراح، مع أنها ستظل دامية لعقود بسبب طيش جماعة "غشيمة" تجاوزت ما ينبغي أن يكون عليه السعي للتمكين.

إضافة لنجاحه العسكري في إجبار الحوثيين للخضوع للتفاوض وقبول الحلول السياسية والتخلي عن الخيار المسلح، فقد نجح التحالف العربي سياسياً في شق حلف الحوثيين مع صالح، ومن ثم الانفراد به في مواجهة عسكرية في حال رفضه لما سيتمخض عن جولات الحوار القائمة والآتية.

لم أتفاءل سابقاً تجاه أي جولة مفاوضات، لكن الطريق الى الكويت مشرق ببعض أمل، والمنغصات أكثر، لكن المعوَّل عليه حصول تفاهمات جانبية وسابقة ربما قد أُنجزت بعضها في الرياض وظهران الجنوب ومسقط والاردن وأماكن اخرى لم يتم الإعلان عنها.

سأتفاءل هذه المرة لكن بحذر.