الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٦ مساءً

صلاح القاعدي يعذب..!

محمد المياحي
السبت ، ٠٧ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٢٨ مساءً
هو الآن مختطفك يا صلاح، أنت الآن في قبضته ، مصيرك صار مرتبط بفائض انسانيته، ولا انسانية لخاطف، في البدء منح نفسه حق التصرف بحياتك ، وضعك في سرداب يهجره الضوء، عملا بوصية الجلاد الأنيق، تلك التي تقول: أن أقسى عقوبة يمكن أن يمنى بها كائن بشري من ذوي الأرواح الملتهبة بالحرية : هو أن تمنع عنه الضوء، و تفرض عليه الالتصاق بالظلام، كي يفقد مصادر وهجه، ينابيع الهاماته، انبجاسات وحيه الهابطة من السماء...


▪خطفت العصابات الحوثية الصحفي صلاح القاعدي، من مكان مقيله ، وكتقليد دائم التحقيق عصبت عينيه ، واصطحبته معها ، رمت به في الزنزانة، عل روحه تضمر قليلا فتبهت شمسها ، وحين استذكر صلاح اقاصيص المجد التي حكتها له جدته حين كان فتى صغيرا ، انغمرت روحه بلحظات امتلاء ، وانداحت ملء قلبه سيول مجد جارفة، تكفي لتجريف كل خلجة وهن تعتلج في صدر المرء، وكانت هذه الهبات الروحية رصيدا ثريا يعيد تجذير صلاح في قلب الطين الذي صك منه جده الاعظم "آدم" ولهذا انغرس صلاح في تربة التاريخ ، احتشد بكامل كينونته وقرر ان يقف متمنعا على التشيؤ في حضرة الجلاد...

▪يقول نائف الثابتي مسرب خبر تعذيب صلاح:
أن المليشيا مارست تعذيبا بالغ الوحشية ، بحق صلاح، انهالت على جسده بكل أساليب الاذلال، لقد عاد ولون وجه أسود، تعرض لأكثر من 50 لكمة في وجه، افرغوا كل السواد الذي يسكن ارواحهم عليه ، عذبتهم صورته البريئة، ارادوا التخلص من ألمهم الداخلي بإحراق جسد صلاح، بقاء صلاح ساطع الروح يكبتهم بشكل غريب، اذا لا بد من اسقاط حالة العذاب النفسي التي يعيشونها عليه .. يعتقد الحوثي أن هذه طريقة مناسبة للتخلص من الألم ، يستعير مبدأ ديستوفسكي : التلذذ بالألم عن طريق ممارسته..

▪لا شيء أكثر اغاضة للخاطف من سطوع مخطتف داخل المعتقل، يحرر السجن من قبضة السجان ! كيف يحدث أن يحرر السجين سجنه؟ وهل جدران السجن بحاجة لمحرر يفكك عقدتها المتلازمة ؟ أي نعم تتكدس آثام السجون وحراسها فتغدو مختنقة بركام الاستعباد الذي الحقته بالبشر، وهنا تبرز الحاجة لصلاح حين يمسح خطايا السجون بفائض حريته ويمنح السجان ابتسامة هزء يعالج بها نفسه المخيطة بخطايا التاريخ..

▪كان المهاتما غاندي يقول: قدرة الانسان على الصمود تفوق قدرة الجلاد على تعذيبه، ولهذا فمن المستبعد ان يتمكن أجير هزيل يحمل سوطا قذرا على حني جبهة صقلها الضوء كثيرا كجبهة صلاح لحظة وقوفه أمام السجان..