الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٢ مساءً

كذب الإعلام ..كيف نواجهه؟!

عبدالحلیم سیف
الثلاثاء ، ١٠ مايو ٢٠١٦ الساعة ١٠:٤١ مساءً
مرة اخرى - وليست اخيرة - اعود لتناول أداء الإعلام من باب "الكذب الشامل" فأي مراقب محايد يتابع ما ينشر ؛ ويبث من أنباء وتقارير؛ ومقالات وتعليقات؛ وصور فتوغرافية وفيديو ؛ يكتشف بدون عناء ؛ أن مطابخ كل الأطراف بدون إستثناء تعمل بوتيرة عالية وعلى مدار الساعة..مواصلة حربها المفتوحة ضد الشعب اليمني ؛ بمختلف وسائلها الإعلامية التقليدية منها كشبكات تلفزة وإذاعات وصحافة ؛ والحديثة من الصحافة الإلكترونية وفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي..أو "وسائل الإنفصال الإجتماعي" بحسب وصف أستاذنا الكبير والجليل الدكتور عبد العزيز المقالح.

تلكم الترسانة الضخمة ؛ تدك بمدفعيتها الثقيلة ؛ وبشكل عشوائي عقول الناس ؛ موظفة شتى أساليب الدعاية والتوجيه..منها بدون ترتيب : التسريب ؛ التضليل التحريض ؛ التحريف ؛ التوجيه ؛ الفبركة؛ التشويه ؛الكذب؛ الخداع ؛ التزييف ؛ الشائعات ؛ البلبلة؛ التهويل والتعتيم...و..و..إلى اخر القائمة المعروفة للصحافيين وخبراء الإعلام.

والمؤكد أن هذه الأساليب ؛ تتنافى مع حرية الصحافة والإعلام المسؤول -أولاً-؛ فضلا عن كونها ممارسات خطيرة تتعارض مع المعايير المهنية ومواثيق الشرف الأخلاقية -ثانياً- المحلية والعربية والعالمية
والمشكلة ..ان هناك صحافيين وإعلاميين وكتاب ؛ تحولوا إلى اساطين سياسة ؛ وما هم الا أدوات ؛ بيد جنرالات الحرب وأمراء الظلام الذين يدافعون عن مصالحهم غير المشروعة ؛ وليس غيرها !!

والمدهش ان يظن أولئك العاملون ؛ ان ما يفعلونه عمل يتسم بالموضوعية والمصداقية والحياد وحرية الرأي والرأي الأخر ؛ وهذا إدعاء خادع ؛ لا يحتاج إلى دليل ؛ فمن يريد التأكد من غياب الحقيقة والمعلومة والأمانة والنزاهة ؛ عليه ان يقرأ أو يسمع أو يشاهد أخبار اليوم في الوسائل المعروفة..أو يتصفح ما يتلقاه عبر "الوتس اب" و صفحات "الفيس بوك"..؛.وحتما سيجد الشيء الكثير الذي لا يسر.

والمدهش أكثر : أن كل هذه "العنعات الاخبارية " والعناوين الفضفاضة الملونة ؛ تقدم بدون مصادر موثوقة ..أو بتنسيبها إلى المصادر المعروفة..فهي في الغالب مجهلة .
ولعلي لا أبالغ إذا قلت بأن "ملاك تلك الوسائل " يطالبون الشعب بدفع ثمن الخداع الشامل والتدليس ..فليس غريباً بعد الا يستجيب الغالبية من شعب وحده الضحية وأدرك ما يخطط له.

ولهذا مطلوب من كل يمني يعز عليه وطنه النازف وشعبه الجريح ؛ أن يفضح اليوم قبل الغد وبكل السبل "كذب إعلام " ؛ ينفث سموم الحقد والكراهية والتمزق والفرقة والتشرذم والتخوين والتكفير ؛ إعلام ينفخ في نار الحرب الملعونة ولا يريدها ان تحط اوزارها بعد..(!؟) .
فعلينا جميعاً نشر الحقيقة دون سواها ؛ بين بسطاء الناس ممن أمسوا حطبا لمحرقة رهيبة التهمت الأخضر واليابس؛ و دمرت كل ما يمت للحياة بصلة.واودت بحياة الألف من الناس ؛ وشردت وجوعت الملايين من ابناء الشعب المقهور.
أما السؤال الغائب..هو : من أين تتدفق تلكم المليارات التى تصرف على "إعلام كاذب "؛ لا يحترم عقول المتلقين ؛ بقدر ما يثير السخرية والقرف في ان !؟
حقيقة.. لست أدري .