الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٥ مساءً

الأسباب التي أدت لترحيل الشماليين من عدن

حفظ الله الحصماني
الخميس ، ١٢ مايو ٢٠١٦ الساعة ١١:٤٨ صباحاً
ترحيل الشماليين من عدن لم يكن قرار فردي فحسب ولم يعبر عن رأي الجنوبيين وكذلك لم يكن ذلك الحقد على الشماليين وليد اللحظة
هنالك أسباب أدت إلى ترحيل الشماليين من عدن وقبل ذلك إحراق محلات تجارية للشماليين في حضرموت
وعدم قناعة الجنوبيين بالوحدة حتى وصل حال البعض على أن الحكومات اليمنية بمثابة إحتلال للجنوب من قبل الشمال حسب وصفهم
نسرد لكم هنا بعض الأسباب التي أدت لذلك وإن أطلت عليكم لكنها الحقيقة وهي :
السبب الأول عندما تم الإعلان عن الوحدة اليمنية وتوحيد الشطرين في ٢٢مايو ١٩٩٠م تم الإتفاق على عدة شروط لبناء دولة موحدة ونظام حكم واحد متكامل الأركان
لكن الفترة الإنتقالية مابين ٩٠-٩٤م حدث فيها التنصل للإتفاقيات وأصبح كل شخص يسخر منصبه لصالح النظام الذي جاء منه وعدم الجدية في العمل وأيضاً وجود المركزية بقوة وعدم الوفاء بما تم الإتفاق عليه .
السبب الثاني إختلاف إيدلوجية النظامين فيما كان النظام الإشتراكي في الجنوب مقيد الحريات ومحتكر التجارة والإستثمار عن المواطن وكانت جميعها بيد النظام بينما كان الحكم صارماً في الحقوق والمساواة حتى أن الرئيس والمرؤوس متساويين أمام القانون وهذا مالم يتم في نظام صنعاء بينما كان ينعم المواطن بحرية في التجارة والحركة في إمتلاك مالم تمتلك الدولة في بعض المجالات المسموحة هذا ماخلق تباعد كبير في النظامين حين ذاك.

السبب الثالث التركيبة الفيسلوجية عند المواطن في الجنوب تختلف عن نظيره في الشمال كان المواطن في الجنوب ينتابه الكسل وينتظر في بيته حتى يصرف عليه الحزب وأصبح عاله على الدولة وهذا ماتريده الدولة أساساً وإذا فكر بالتجارة أوالزراعة أو ..يأتي الحزب ويعمم ذلك ويمنحه نصيبه كأي مواطن أخر حتى أصبح الجميع لايفكر إلا بيومه الذي يعيش فيه ولاينظر لمستقبل هو يعلمه أن أصلاً
أما المواطن الشمالي دوره عكس دور نظيره الجنوبي فيحق له الزراعة والتجارة والبناء والإستثمار وأصبح أيضاً ًيساهم في بناء الدولة ويعتمد على نفسه .
السبب الرابع الرشوة الفساد الخلل الموجود في القضاء المركزية في الإدارة التدخل في الصلاحيات الإدارية ،القبيلة ، المحسوبية كل تلك السلبيات في نظام الحكم في صنعاء وهي مالم تكن تلك السلبيات موجودة في نظام الحكم في عدن بل كان من إتفاقية الوحدة إجتثاث تلك السلبيات وهو ماتنكرت له صنعاء وكانت من الأسباب التي أدت إلى إعلان الإنفصال في صيف ٩٤م .

السبب الخامس عند إندلاع حرب صيف ٩٤م ودخول قوة الشرعية عدن وتفرد صنعاء بالحكم تم إعفاء بعض الموظفين الجنوبيين من أعمالهم وكان هذا من الأخطأ الفادحة والذين بدورهم المسرحين عملوا على تلقين أبناءالجنوب وتعبيتهم تعبيئة خاطئة على أن مايجري هو إحتلال الشمال للجنوب ويعتبروا من يعمل مع هذا النظام من الجنوبيين عملاء للإحتلال وخونة بنظر من تم تعبيئتهم التعبيئة الخاطئة وقد أستهدفوا طبقة المراهقين والشباب لتمرير مشروعهم الخبيث حتى أصبحوا يجنوا ثمار مازرعوه اليوم وهذا ماغفلت عنه صنعاء .
السبب السادس الفاسدين في صنعاء كانوا يقضون إجازاتهم السنوية مع عائلاتهم في سواحل عدن بالسيارات الفارهة والبذخ في الصرفيات من أموال الشعب التي كانوا ينهبوها حتى أصيبوا اهالي عدن بالذهول جراء مايحدث وأستغل أمراض النفوس من الجنوبيين ذلك بأن كل الشماليين بهذا المستوى وأن أموال وثروات الجنوبيين ينهبوها الشماليين .
السبب السابع الطمع والجشع الذي وصل بالمسؤولين في صنعاء إلى حد لايطاقه أحد
حتى أنهم تقاسموا البحر بجزره وشواطئه وتقاسموا الجبال والسهول والصحاري والوديان
لهم فقط دون غيرهم .
السبب الثامن في ٢٠٠٧/٧/٧م تم الإعلان عن الحراك الجنوبي السلمي وكانت الدولة على علم فشجعته من أجل أظهار من يلعب بالنار من وراء الستار ويحرض الجنوبيين لكن الوضع أختلف كانت مطالب الحراكيين في البداية تحسين وضع المتقاعدين وعودة المسرحين وكانت تلك المطالب مشروعة لكنها قُبلت مطالبهم بالتنفيذ من قبل الحكومة وهو ماجعل
الحكومة تنتهج سياستها القذرة المعتادة ودعمت أطراف تدين بالولاء لها وتحت أمرتها عن إعلان حراكات عدة من أجل تفكيك الحراك السلمي .
السبب التاسع في ثورة الشباب السلمية في فبراير ٢٠١١م كنتُ حينها في عدن وكان المواطنين يقولون لاتوجد إعتصامات في الشمال وإن الشماليين يكذبوا علينا وهم مرتاحين
فيما كان عبدالكريم شائف الأمين العام قد منحه صالح الأف لا أعلم العدد بالضبط من قطع الأسلحة نوع آلي(المشير) وزعها حينذاك شائف لأنصاره ومن يثق بهم لزعزعة الأمن في عدن في وقت مايطلب منهم وهذا ماتم في عدن أثناء الإعتصامات في الساحات وكانت مظاهرات عدن تختلف عن غيرها في المحافظات كانت تتسم بالشغب والخراب وأحراق الكفرات والفوضى الخلاقة.
السبب العاشر عند الإطاحة بــ صالح من الحكم عمل جاهداً على تأجيج الوضع وتدمير البلاد دليل ذلك ماقاله صالح سنسلمهم السلطة ونعلمهم فن المعارضة
سنسلمهم السلطة وسيتهدم المعبد عليا وعلى أعدائي يارب فعمل ولايزال بدعم جماعات متفرقه صنعها نظام حكمه وتدين بالولاء له شخصياً ومعظمها في الجنوب وهي الآن تنفذ مايملي صالح عليها فإحراق المحلات التجارية في حضرموت والقاعدة في أبين ومايحدث في عدن ولحج من إغتيالات وإنفلات أمني ماهي إلا سيناريوهات بطلها صالح .
السبب الحادي عشر تدمير عدن من قبل المليشيات الإنقلابية المتمثلة في الحوثي وصالح والتي بأعمالها الإجرامية العدائية أثناء السيطرة على عدن عملت على إحداث شرخ إجتماعي بين أبناء الوطن الواحد وبأعمالها الإجرامية وحصارها لأبناء عدن وقتلهم وتشريدهم بتلك الأعمال القبيحة قضوا على ماتبقى من روابط كانت بين أبناء الوطن
بل بأعمالهم الوحشية ضد الجنوبيين جعلتهم يحقدون على الشماليين جميعاً دون إستثناء .

السبب الثاني عشر العلاقة المتينة بين صالح والإمارات وروسيا من جهه وبين صالح وأمريكا وإيران من جهه وحقدهم على جماعة الإخوان المسلمين هو الهدف الواحد الذي يربطهم والقضاء على هذه الجماعة وإجتثاثها من على الوجود هو ماجعل الإمارات تلعب دوراً بطولياً في هذا السيناريو الخبيث وطلبها الدعم الإمريكي وإنسحابها من عدن ضمن قوات التحالف العربي وماتقوم به في مايسمى حرب القاعدة في اليمن والوقوف وراء محافظ عدن ومدير الأمن وإتخاذ قرارات ترحيل الشماليين والدعوة للإنفصال وكل هذه الأعمال التي تقوم بها الإمارات ماهي إلا إنقاذ لصالح والحوثي ولخبطة الأوراق على إنجاح مايقوم به التحالف في عودة الشرعية في اليمن .

بالأخير
إلى السعودية مشروع الإمارات في اليمن ماهو إلا من أجل تمزيقك أيتهاء الكبرى والقضاء على ثرواتك فلا تأمني تلك الورمة الخبيثة (الإمارات).
إلى الجنوبيين إذا كنتم تريدوا إنفصال وكنتم مدينون للإمارات وأغرتكم بالدراهم فهذه الطريق مسدودة أمامكم
هناك طريق أخرى للعبور إلى
الإنفصال فأسلكوه بحكمه تنالوا مانتمناه نحن الشماليين وأصبحنا نحلم بذلك اليوم الذي هو ناتج عن أخطأ مارستها عصابة صنعاء ولاتزال تمارسها.
أنتم والوطن في رعاية الله وحفظه إلى أن ألقاكم في تحليل سياسي جديد