الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤١ مساءً

حكومة طلاق وطني

أحمد غراب
الأحد ، ٠٤ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠١:٢٩ صباحاً
ما يحدث في تعز يوحي انها حكومة "طلاق" وليست حكومة "وفاق" كما قالوا لنا!!

الظاهر أنهم ضحكوا علينا، أولها قالوا لنا: "يا بخت من وفق بين رأسين بالحلال"، وآخر المتمة: "يا بخت من صفق وطقطق وتعز تحت القصف تحرق".

ويبدو والله اعلم انهم كانوا بحاجة لإكمال النصاب الحكومي المرتقب فجاء قصف تعز لإيجاد حقيبة وزارية كانت ناقصة عليهم "وزارة إعادة إعمار تعز".

أو ربما ان مشاريع الهيكلة المتفق عليها بين الطرفين وصلت الى طريق مسدود فقرروا تأجيل هيكلة الجيش والتفرغ لهيكلة الشعب هيكلا هيكلا (عظميا)، وبدأوا هيكلتهم من تعز باعتبارها الأكثر سكاناً.

ولعل مما اتفق عليه في تعريف الوفاق في مختلف فروع العلوم السياسية من صف اول ابتدائي حتى درجة الزمالة ان الوفاق هو ذلك الذي يبدأ بـ"سقف للحوار" ولم نسمع عن وفاق يبدأ بـهد الجدار وقصف ودمار من ايام هولاكو والتتار وحتى عصر ابوعنتر وغوار.

وعبر مراحل التاريخ المختلفة سمعنا انه يمكن ترويض وحوش وتحويلها الى قطط، وترويض أحزاب وتحويلها إلى قصائد، وترويض ثورات وتحويلها الى بورات ولو من باب الضرورات تبيح المحظورات، لكن هذه اول مرة نسمع فيها عن ترويض مدن فلم نسمع مثلا ان نابليون روض " النمسا "وجعل منها " ناموسية"

او روض "روما " فجعلها "عصيدا وزوما".
وسمعت أنه يمكن ترويض "دب قطبي" وتحويله إلى "بطانية ابودب"، وترويض "حقيبة وزارية" وتحويلها إلى "شنطة سفر"، وترويض "قناة تلفزيونية" وتحويلها إلى "دكان"، وترويض " وحش " وتحويله الى "محواش"، لكن كيف يمكن ترويض جبل حبشي ؟ او جبل صبر ؟ أو جبل ضبوة؟

بالنسبة لهم كل شيء في اليمن قابل للترويض، فالحروب تروض السياسات، والمال يروض الفقراء والقبائل، والمصالح تروض المسؤولين والأحزاب، والتجويع يروض الصحافة، وهلم ترويضا .. وكأن هذا الشعب مكتوب على جبهته بالخط العريض "شعب للترويض"، مع انه شعب معاناة وجروح اشد ما يكون بحاجة الى ملائكة رحمة وطب وتمريض.

ما أسهل قصف تعز وما اصعب ترويضها.
ونفوض امرنا الى الله ان الله بصير بالعباد.
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم صلي وسلم وبارك عليه