الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٩ صباحاً

هكذا يحتفل المنتصرون

احلام القبيلي
الثلاثاء ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
بينما كنت اتنقل بين القنوات الفضائيه ابحث عن برنامج اخباري توقفت عند قناة الجزيره مباشر وهي تبث حفلاً فنياً ساهراً بمناسبة انتصار الثوره الليبيه ولااول مره ارى فنانه ليبيه "لكن ربما نرى الكثير من الفنانات الليبيات بعد الثوره كما حدث في العراق بعد صدام وراينا البرتقاله والتفاحه والمشمشه والحبحبه الى اخر الفواكه والخضروات
المهم كانت تغني الفنانه "ارفع راسك فوق انت ليبي حر"
والشباب والشابات يصفقون ويتمايلون ورجل يحرك وسطه مثل النساء ويرفع العلم الليبي

كان مشهداً مؤلما بالنسبة لي , وقلت في نفسي ما هكذا يحتفل بنصر الله والفتح ايها المسلمون

واستغفره انه كان توابا:


" قال تعالى" اذا جاء نصر الله والفتح و رايت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا"

ولكن لماذ قال العليم الحكيم " واستغفره انه كان توابا في هذا الموضع؟؟
بحثت عن تفسير سورة النصر في ظلال القران ووجدت التالي:


الاستغفار من الزهو الذي قد يساور القلب أو يندس إليه من سكرة النصر بعد طول الكفاح , وفرحة الظفر بعد طول العناء . وهو مدخل يصعب توقيه في القلب البشري . فمن هذا يكون الاستغفار .

والاستغفار مما قد يكون ساور القلب أو تدس إليه في فترة الكفاح الطويل والعناء القاسي , والشدة الطاغية والكرب الغامر . . من ضيق بالشدة , واستبطاء لوعد الله بالنصر.

والاستغفار من التقصير في حمد الله وشكره . فجهد الإنسان , مهما كان , ضعيف محدود , وآلاء الله دائمة الفيض والهملان . . (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). . فمن هذا التقصير يكون الاستغفار . .

وهناك لطيفة أخرى للاستغفار لحظة الانتصار . . فيه إيحاء للنفس و اشعار في لحظة الزهو والفخر بأنها في موقف التقصير والعجز . فأولى أن تطامن من كبريائها . وتطلب العفو من ربها . وهذا يصد قوى الشعور بالزهو والغرور . .

ثم إن ذلك الشعور بالنقص والعجز والتقصير والإتجاه إلى الله طلبا للعفو والسماحة والمغفرة يضمن كذلك عدم الطغيان على المقهورين المغلوبين .
ليرقب المنتصر الله فيهم , فهو الذي سلطه عليهم , وهو العاجز القاصر المقصر . وإنها سلطة الله عليهم تحقيقا لأمر يريده هو . والنصر نصره , والفتح فتحه , والدين دينه , وإلى الله تصير الأمور .



هناك فرق:

قال تعالى واستغفره ولم يقل اذا جاء نصر الله والفتح فارقصوا وغنوا واشمتوا وانتقموا
ان الاحتفال بالنصر عند العرب رغم انهم لا ينتصرون الا في الاغاني والرقص "على بعضهم البعض" والا فهم فاشلون في كل مناحي الحياه وانتصاراتهم في مجالات محدوده وغير مذكوره
ولكن اذا شاء الله لهم النصر فتراهم يحتفلون بنصر الله تعالى ويشكرونه على نعمة النصر بمعصيته والهزيمه امام الشيطان وامام انفسهم
فتقام الافراح والليالي الملاح ويرقص الشباب والشابات حتى الصباح
ويؤتى بالفنانين والفنانات والراقصين والراقصات ويخرجون للشواراع بالسيارات
وتذكرت كيف كان يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين رضوان الله عليهم اجمعين:

فبعد ان طُرد الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه من مكه وقتلوا اصحابه ولاقى منهم من الاذى ما لاقى دخل مكه فاتحاً منتصرا ًو معه عشرة الاف مقاتل من خير اجناد الارض متواضعاً خاشعاً لله تعالى مطاطاالراس يؤمن الناس قائلاً" : (من دخل البيت فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل بيته فهو آمن)،
ثم عفا عنهم وسامح كل من اذاه في عرضه وماله ودينه واصحابه قائلاً لهم اذهبوا فانتم الطلقاء

ويبكي الصحابي الجليل ابو الدرداء في يو نصر المسلمين وفتح جزيرة قبرص
فقيل له : سبحان الله !! ما الذي يبكيكَ في يومٍ أعزّ الله فيه الإسلام وأهله ، وأظفرهم
على عدوهم ، ومكّنهم من رقابهم ؟!!
فقال : ما أهون الخَلق على الله إذا هم عصوه وتركوا أمره ، بينما أهل هذه الجزيرة أمة
قاهرة عزيزة ظاهرة ، لهم الملك في الأرض ، إذ تركوا أمر الله عز وجل وخالفوه ، فصاروا
إلى ما ترون من الذل والهوان

ويدخل الخليفه الراشد عمر بن الخطاب القدس فاتحاً منتصراً
حافي القدمين يجر حماره وغلامه راكب في دوره المتقاسم بينهما أثناء سفرهما ..
بالله عليكم قارنوا بين نصرهم ونصرنا واحتفالهم واحتفالنا , وتخيلوا لو ان قادت الثوارات العربيه كانوا مكان هؤلاء العظماء ماذا سيفعلون؟؟؟




وما النصر الا من عند الله:

النصر من عند الله تعالى وليس من عند جيش او مجلس امن او امريكا او الجامعه العربيه
يقول سيد قطب رحمه الله تعالى:

قال تعالى: (إذا جاء نصر الله . . .). . فهو نصر الله يجيء به الله:في الوقت الذي يقدره . في الصورة التي يريدها . للغاية التي يرسمها . وليس للنبي ولا لأصحابه من أمره شيء , وليس لهم في هذا النصر يد . وليس لإشخاصهم فيه كسب . وليس لذواتهم منه نصيب . وليس لنفوسهم منه حظ ! إنما هو أمر الله يحققه بهم أو بدونهم . وحسبهم منه أن يجريه الله على أيديهم , وأن يقيمهم عليه حراسا , ويجعلهم عليه أمناء . . هذا هو كل حظهم من النصر ومن الفتح


عجايب:

سمعنا اصوات الالعاب الناريه فقالت احداهن " تقولوا ايش في"
قلت لها : يعلم الله من مات

وقلت لابنة اختي قبل التوقيع
اذا وقعوا با نقرح بالليل العاب ناريه
واذا ما وقعوش با يقرحوا هم

مع تحياتي انا احلام القبيلي
مواطنه يمنيه تتمنى ينتصر المسلمون على انفسهم