الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٨ مساءً

دموع أخوة يوسف

أحمد غراب
الثلاثاء ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
هل رموا تعز في غيابة الجب؟
هل باعوها بثمن بخس.. معدودة؟
وأي قميص جاءوا به؟
وما عساهم يقولون؟
أكلها الذئب في غفلة منهم؟
لا تصمتوا!
لا يليق بكم أن تصمتوا!
من العار أن تديروا أظهركم لمدينة علمتكم معنى العبور بلا انحناء.

لن تبرئوا ذمتكم بفائض الكلام ، ولن توفوا دينكم تجاه تعز بالتغني ولا بالتمني ولا بالرثاء ولا بالبكاء.
أطفال في عمر الفاجعة خطفهم الموت من أحضان أمهاتهم.
وأمهات وأخوات سالت دمائهن ، وشباب نُهِبَــت فرحتهم، وسُــرق مستقبلهم، وعشرات بترت أعضاؤهم وصاروا معاقين.
كم كان محمود درويش صادقا حين قال: "الانتفاضة ليست مهنة" وكذلك الثورة.

فيا كل الذين تمتهنون ثورة كنتم حناجرها وكانت تعز ضميرها وفروا دموعكم وجهودكم وتصريحاتكم لإنقاذ تعز من الثكنات العسكرية التي تحاوطها والصراعات المسلحة التي تهددها والوقوف مع عائلات الشهداء ومعالجة مئات الجرحى والمعاقين من أبنائها بهذا وحده يمكن إثبات صدقكم ونبلكم الثوري ، وليس بالتفرج والكلام عن الضحايا والاكتفاء بإراقة دموع أخوة يوسف، اعملوا من اجل وضع حد لمبررات وذرائع إلتهام أبناء تعز في كل وجبة غذاء.

ألا يكفي أنها ترزح وحدها في جحيم لا يطاق وترد بالصدور العارية لأبنائها وبدماء ودموع الثكالى واليتامى والأطفال والنساء؟
كيف لكم أن تقبلوا بموقف المتفرج ليتواصل مسلسل حصاد الموت في تعز؟
كم قوائم من الشهداء ستضحون بها على الطاولات لتتفاوضون وتتنازلون وتنزلون؟
إن كان هناك من يدعي نجدة هذا الوطن فما اسم هذا الموت الذي يحدث في تعز؟ ولِمَ كلّ هذا القصف والدمار والترسانة المسلحة التي أثقلت كاهلها؟

حتى اللحظة لستم أكثر من متفرجين، تتابعون مآسي تعز كل مساء، في نشرات الأخبار لتشعلوا سباقاً من المزايدات علكم تشعرون بزهوكم الثوري ليس هذا ما تنتظره منكم تعز، إنها تنتظر أن تشاهدوها بقلوبكم لا بشاشات تلفزيوناتكم و هواتفكم، أن تضعوا حداً لمعاناتها، أن تحققوا المستقبل الذي طمح إليه أبناؤها ونزفت من أجله دماؤهم.
إن كنتم تعتقدون أن الشباب الواقفين في ساحاتها هم كرت ضمان لكم تنصرفون عنهم متى شئتم وتعودون إليهم متى شئتم فأنتم واهمون، وإن كنتم لا ترون تعز فعيونها تراكم، وإن كنتم عاجزون عن إنقاذها، فالله حسبها ومولاها.
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي