الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٦ صباحاً

اليمن والإفراط في التفاؤل بعد الكويت!

رياض ياسين
الأحد ، ٠٧ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١١:٣٨ مساءً
لعل من أسوأ ما مارسه، ولا يزال، الرئيس المخلوع صالح وأعوانه وبالتناغم مع جماعة المتمردين «الحوثيين»، الغطرسة والبجاحة التي يعتقد أنها سياسة وذكاء وأن اليمنيين والعالم يعيش بلا ذاكرة أو في حالة «الزهايمر»، أو أن تخزين المعلومات والأحداث والمواقف والاتفاقات في الكمبيوتر أشبه بتخزين القات تلك «النبتة الشيطانية» في الأفواه التي ضاعفت مستوى الفقر والمآسي في اليمن، حيث تُرمى مضغة القات في نهاية اليوم وكأن شيئاً لم يحصل!.

والأخطر في كل ذلك ليس فقط التحالف التدميري الوثيق والتمويل والتسليح وتسخير الجيش وكل مقدرات الوطن وأموال الشعب وبنيته التحتية المتواضعة جداً لمساندة الانقلابيين «الحوثيين» على مختلف الأصعدة وفي كل أنحاء اليمن، ولكن أيضاً كيف يمكن الوثوق والتفاؤل ولو برهة واحدة أو بلع وعلى مضض أنه بعد اتفاق الكويت «إن حصل» بإمكانية أن يعم بصيص من السلام والأمن والاستقرار في ظل بقاء المخلوع صالح أو «الحوثيين» ضمن اتفاق مشاركة ووحدة ما يغلبها غلاب!.
فالقصة طويلة والمجالس كثيرة ثورية وشعبية وسياسية، وفيها الكثير من التشويق والحرفنة، ولمن لم يكن يتابع الشأن اليمني قبل انقلاب «الحوثيين» وبدء «عاصفة الحزم» سيدرك أن شيطان التفاصيل أصله أيضاً من اليمن!.
فالشخصيات «الحوثية» التي شاركت في مشاورات الكويت ابتداء من «عبدالسلام» و«القربي» في الكويت إلى «الفيشي» و«الرويشان» بصنعاء هي نفسها التي تشكل فريقاً متوحداً ومصاباً بمرض «التوحد» ليس فقط ضد الدستور والشرعية والإنسانية والمنطق والإقليم والمجتمع والأمم المتحدة والمجتمع الدولي والأمن والاستقرار في المنطقة، بل إنه من المثير للسخرية والعجب تصريحات وزير الخارجية الأسبق (أبوبكر القربي) في مقابلة مع صحيفة «المستقبل»، منشورة على موقع وزارة الخارجية اليمنية بالكامل في 15-9-2009م يصف فيها بالنص جماعة «الحوثي» بأنها «مجموعة خرجت على الدستور والقانون وحملت السلاح في وجه الدولة»، بل ويذكر في تلك المقابلة الطويلة أن «الوساطات يستغلها المتمردون لفترة من الزمن ثم يعيدون نشاطهم من جديد».

- أعتقد جازماً لو أن قيادة «الحوثيين» كانت تقرأ جيداً لما ضمَت الوزير السابق «القربي» إلى وفدهم المفاوض في الكويت حالياً، وهو انتقدهم قبل سنوات قليلة واعتبرهم خارجين على الدستور!.

حتى أكثر المعارضين للحوثيين لم يتهمهم كما اتهمهم القربي بـ«الطائفية» و«معاداة الجمهورية» و«الارتباط بالأجندة والأطماع الإيرانية»، وكلها حقائق كانت غير ظاهرة حينها، وأصبحت واقعاً وفعلاً بدلائل وشواهد وأفعال كثيرة.

وفي يوم الثلاثاء 25 أغسطس 2009 أعلن وزير الإعلام اليمني حينها «حسن اللوزي» انتهاء «اتفاق الدوحة» الذي أبرم بين الحكومة اليمنية والمتمردين «الحوثيين» في العاصمة القطرية وقال «اتفاق الدوحة انتهى وقتل بإرادة تخريبية لقادة تلك العصابات»، وأضاف كان المخطط من جهتهم أي «المتمردين الحوثيين» أن يصلوا إلى مرحلة معينة يستفيدون من الزمن وإعادة التموضع للقوات المسلحة التي تمت خلال تلك الفترة وإعادة تسليح أنفسهم والتمكن من مواصلة الكرة.

ولن أكمل بقية ما قاله «اللوزي» عنهم فعلى الأقل ليس عضواً في وفد المليشيات «الحوثية» في الكويت. ليس هناك جديد اليوم فما أشبه الليلة بالبارحة!.

*الاتحاد