الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٩ صباحاً

عفاش ضد عفاش

عبد الله دوبلة
الاربعاء ، ١٠ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٠١:٥٩ صباحاً
بحسابات الربح والخسارة لا يبدو أن صالح يفكر بمنطق منذ الانقلاب حتى الآن..
قد يكون خطط مع الحوثي للانقلاب وشارك فيه فعلا، إلا أن الموقف الأفضل له منه كان الحياد بعد ظهور معطيين، الأول التحالف العربي، والثاني اعلان الحوثي عن لجنته الثورية لادارة البلاد وحل البرلمان.
فحجم الخسائر السياسية والعسكرية التي دفعها لا ترقى لحجم الربح من بقاءه في معسكر الانقلاب، فقد دفع كلف مثله مثل الحوثي مقابل استحواذ الأخير على السلطة والمناصب ومن حصة عفاش نفسه.
ولو كان الحوثي قبل بمقترحه الاطاحة بهادي عبر البرلمان حين تقدم بالاستقالة قبل عام ونيف، وقبل بنقل السلطة لهيئة رئاسة النواب، ربما كان هذا يبرر له البقاء في الانقلاب، فقد كان هذا قريبا من الاتجاه الذي يرغب فيه، والذي هو التعجيل باستعادته أو أحد من طرفه للسلطة.
مع وجود التحالف ومع تفرد الحوثي كان استمرار عفاش في الانقلاب نوع من القمار السياسي غير محسوب النتائج، لم يستفد منه شيئ، وعلى العكس من ذلك دفع الكثير.
لم يكن مطلوبا منه تأييد الشرعية و التحالف كان الحياد كافيا بالنسبة له، ولم يكن الضرر الذي سيلحقه بسبب هذا الموقف من الحوثي ليبلغ واحد بالمئة مما لحقه من ضرر بسبب الحرب و التحالف، كما أن الحوثي لم يكن ليجرؤ على فتح معركة معه في الوقت الذي يواجه فيه التحالف والشرعية.
ولربما كان وجود عفاش على الحياد عجل من العودة لتسوية سياسية وجنب البلاد كل هذه الحرب، و يكون هو وحزبه الرابح الأكبر منها، فالمؤتمر كحزب كبير يربح في السياسة وفي الانتخابات، فيما تضرر كثيرا بسبب الانقلاب والحرب.
وأكثر من ذلك لربما كان خيارا مطروحا على طاولة القوى الإقليمية والدولية كبديل معقول عن هادي والحوثي معا، في سياق آليه تعيد التوازن والاستقرار السياسي للبلد.
غير المفهوم هو إصرار عفاش على المضي في طريقه الخاطئ، على الرغم من الخسائر الفادحة التي يتكبدها، مفضلا المجلس السياسي مناصفة مع الحوثي، وهي خطوة كان يمكن ان تكون قبل عام ونصف وبصيغة أفضل من هذا في إطار البرلمان، والاستمرار في الحرب على العودة للسياسة عبر رؤية ولد الشيخ في الكويت.
وبمقارنة المجلس مع الرؤية بالنسبة لعفاش فإن الرؤية هي الأفضل له بمعيار الربح والخسارة، فالرؤية لم تكن تلزم عفاش بشيء ولا تفرق معه إن كانت الترتيبات الأمنية متسلسلة أو متزامنة مع الاتفاق السياسي، فالحوثي من عليه تسليم السلاح وسحب مليشياته من المؤسسات والمدن، فيما يجنب ذلك القوات النظامية الموالية لصالح ضربات التحالف وهو ما يبقيها ويبقيه القوة الأولى في العاصمة، وتكون العودة للسياسة في صالحه على كل حال.
أما الآن ومع اعلان عفاش و الحوثي للمجلس ورفضهما للتسوية في الكويت فإن هذه القوات عادت لتضرب من قبل طيران التحالف، مع أنه كان قد توقف عن ضربها منذ عام، فيما فوت عفاش فرصة للعودة للسياسة فيما لا تزال المعطيات العسكرية في صالحه في العاصمة.
لماذا يصر عفاش على استنزاف قدراته السياسية والعسكرية، ولمصلحة من يفعل ذلك، مع إنه يخسر فقط ولا يربح؟!، ربما كان قدره وعقابه أن يكون هو عدو نفسه، فلا أحد قد فعل به مثلما يفعل هو الآن.