الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٢ مساءً

"معركة الاحزمة الخمسة"

حسين الصوفي
الخميس ، ١١ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١٠:٠١ صباحاً
للأسف الشديد وللأسف البالغ وللأسف الكبير، لا زلنا نجد من يتحدث عن أن الحرب هدفها القضاء على "الإصلاح"!
يا قومنا..
بالمنطق والعقل، بقراءة اجمالية فإن الحرب الحقيقية هي حرب مشاريع أو حرب مشروعين باتا وجها لوجه في لحظة تاريخية فاصلة تصارع فيها القوى الدولية لفرض أجندة طويلة الأمد لحقبة تاريخية جديدة بكل تفاصيلها.
نحن بدأنا حربنا ضد الاستعمار في مراحل متوالية تطورت بحسب استهداف احزمة الاستعمار الخمسة كما تحدثت عنها في لقاء مع نخبة من الزملاء..
المعركة الأولى: كانت المواجهة المباشرة مع قوى الاستعمار وجنوده، في فلسطين الاحتلال البريطاني وفي مصر وفي اليمن الجنوبي، وعمر المختار في ليبيا وعبد القادر الجزائري وعبد القادر الحسيني وووو فكانت حركات الاستقلال من بداية اربعينات القرن الماضي، حتى مطلع السبعينات، وكانت هذه "الثورات المسلحة" تستهدف "حزام الاحتلال العسكري".
بعدها غادر الاستعمار بمظاهره، واخترع لنا "سلطات" على حين غرة منا، تماما ك"السلطة الفلسطينية" عبارة عن مكتب بريد لتوزيع رواتب الموظفين، لا تهش ولا تنش ولا جيش ولا أمن لديها، وهو نفس المشروع في سلطات الوطن العربي التي هي في حقيقتها امتداد واذرع بديلة للاستعمار، يبيعون لهم الثروات وينهبون الاموال العامة للأوطان فكان لا بد من :
المعركة الثانية: وتتمثل في الهبة العريية الأروع تاريخيا الموصوفة ب "الربيع العربي" واستهدفنا كمشروع أمة بهذه الثورة الحزام الثاني للاستعمار وهو "السلطات".
وكعادة الاستعمار حين ينهزم فإنه ينسحب إلى الخطة التي تليها، وقد خدر أمتنا بمتاهة وألعوبة "المجتمع الدولي" حيث جاء بغطاء مقنع تحت مسمى "الشرعية الدولية" حيث دعم الثورات المضادة ونشر الفوضى وسمم الافكار واخترق العقول المتعصبة وحشد الاعلام ومول الانقلابات تحت مظلة الاستعمار الناعمة "الأمم المتحدة" فكان لا بد من:
المعركة الثالثة: فرض الشرعية الدولية الاسلامية، فجاءت "عاصفة الحزم" أقوى صفعة في التاريخ تلقتها الامبراطوريات بعد معركة القادسية، لقد كانت عاصفة الحزم ضربة قاصمة للأدوات الاستعمارية المنضوية تحت اللافتات الدولية، ومن رحم عاصفة الحزم ولدت الكيانات والمسميات كالتحالف العسكري الاسلامي، و رعد الشمال، وقمة الأمة، وبدأ تفعيل دور منظمة التعاون الاسلامي أحد خيارات فرض شرعية دولية اسلامية.
فنحن نخوض الآن معركتنا الثالثة ضد حزام الاستعمار الناعم الامم المتحدة وعند اسقاط الامم المتحدة وتفكيك منظومة المجتمع الدولي إما بالتوصل لآلية جديدة لإصلاح النظام الدولي عبر قيم العدل والمساواة والانسانية وهذا احتمال ضعيف جدا أو عبر فرض شرعية اسلامية ندية للشرعية المسيحية التي تنضوي تحت مجلس الامن ومؤسسات الامم المتحدة!
وقد تزامن خوض أمتنا لمعركة متوازية مع معركة الشرعية الدولية وهي:
معركة تحرير الثروات: وأنصح بمشاهدة فيلم وثائقي اسمه "الاخوات السبع" بثته قناة الجزيرة قبل نحو عشر سنوات يتحدث عن شركات النفط الكبرى، ولذلك فستلاحظون أن بداية تشكيل "داعش" جاء قبل عامين من اجل الحفاظ على مصفاة "بيجي" ثاني اكبر مصفاة للبترول في المنطقة، ولو تتبعتم مناطق صراع المليشيات في بدايتها فستجدونها في مناطق النفط في العراق واليمن وليبيا، بل إن الحوثيين قاموا باحتلال كل المؤسسات وتصوروا حتى في مكتب القائد العام للقوات المسلحة لكنهم لم يجرؤا على الاقتراب من وزارة النفط، وكانت ثورتهم من اجل بيع السوق السوداء ، اي انهم ذراع للشركات النفطية البريطانية والامريكية، وهذا على سبيل الاجمال.
ومن تابع منكم اجتماع اوبك في الدوحة قبل اشهر وفشل الدول النفطية في الاتفاق يدرك اهمية وبراعة استخدام الدول الخليجية ملف النفط ضد الدول الاستعمارية، كما أن النفط وملفه جعل الروبل الروسي يخسر في يوم واحد ملايين الدولارات وهبط سعره الى ادنى مرحلة منذ ثلاثة عقود.
وهنا لا يزال الصراع قائم، ومعه ايضا تطورت الصراعات وتسارعت حتى دخلنا المعركة ما قبل الأخيرة.
المعركة الخامسة:
معركة الهوية، وهي التي تجري اليوم حيث يتم فرض الهوية الاسلامية والتي تأتي لكسر المشروع الاستعماري الاخطر، مشروع التقسيم تحت لافتات الهويات سواءا:
الهويات الجغرافية! حدود شمال وجنوب ...
الهويات المناطقية: مطلع منزل هضبة براغلة ....
الهويات الطائفية: سنة شيعة زيود شوافع...
الهويات العرقية : عرب ترك اكراد ....
وكل هذه الهويات ستدفنها الهوية الكبرى وهي هوية الاسلام.
وبالتالي فنحن نشهد فرض الهوية الاسلامية والتي ستعمل على لملمة شتات الأمة وصولا الى "ربيع الاقصى"
لدينا الكثير من الشواهد في كل نقطة ستأتي مفصلة ..
ولا حد يزيد يقل استهداف الاصلاح..
مودتي لكم
#‏ربيع_الأقصى
#‏تسقط_الأمم_المتحدة