الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٢ صباحاً

عن الشموخ الحزين في معتقل الحوثيين

خليل العمري
الخميس ، ١١ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٠٠ مساءً
كنت في طريقي للإلتحاق بكلية الاعلام بجامعة صنعاء، لفت نظري شابُ أسمر يرتدي قبعة بيضاء ويسارع في خدمة المتقدمين للالتحاق بالكلية ، اسمه عصام بلغيث من تهامة غرب اليمن .
تحدثنا لوقت قصير قبل ان نتوجه للغداء في مطعم حضرموت بالرقاص، يأسرك عصام بروح التهاميين النبلاء وكرمهم وبهدوء قل ان تجده في مثل عمرنا الطائش .

كان عصام يسيقني بعام ، لكننا استطعنا ردم هوة المستويات والمسافات ، نلتقي عند كشك الجامعة ثم نأخذ ما تيسر من الصحف ونذهب الى مكاننا بجوار الكريمي بالشارع ذاته او في المركز الإعلامي للثورة ، وهناك تجتمع القلوب، وتلتف حول قلبها الكبير عصام

لعصام العاشق روح بامكانها ان تحول صحراء تهامة الى جنة، ابن تهامة الذي أحب صنعاء ومنح قلبه لفتاة من عمران وكان اغلب أصدقائه من تعز ، لعصام الذي يعشق اليمن وتعشقه .
لعصام الحُر الذي افترش الجامعة لسنة ونصف ، لعصام الأمين الذي كان في اللجنة المالية للساحة مسؤولا على عشرات الملايين من الريالات ، لكنه يرفض ان يأخذ منها 100 ريال مواصلات للسنينة.
حينما تمت خطوبته ، قلت له بدأت العلاقة بين البحر والجبل ، كان قلبه البحر وشموخه الجبل ، لكنه جبل حزين !

تخرج من كلية الاعلام والتحق بإذاعة محلية بصنعاء ، بدأ السير في مهنة المتاعب ، قبل ان تبدأ عملية اجتياح المليشيا لصنعاء وهناك ترك الثوار الجدد علي صالح والشائف وتوجهو نحو عصام ، الصحفي الذي لم يمض على تخرجه عامين
قاموا بإخفائه مع 13 صحفيا آخرين بحجة انه يكتب على الفيس ويشاهد مراد علمدار منذ سنوات.

مر عام وأكثر لكن عصام لم يستسلم للهمجية في السجن ، بينما هم على وشك الاستسلام ، ينقل الي سلامه من خلف الأعمدة الحديدية واذكر كيف كنّا نستمد قوتنا منه في لحظات اليأس الثوري والعاطفي
مرّ عام يا صديقي وانت تحفر في وجدان النضال اسمك بينما يحفر أعداء البلاد في قعر الْخِزْي والذل أماكن فسيحة لهم

ستخرج يوما ونتبادل الهزء تجاه ابو جِبْرِيل وعويلته الذين وصلو الى العُرضي واقتحمو زبيد على غفلة من التاريخ ، ستخرج يوما ويحتفي بك التاريخ كبطل يا صاحبي