الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٦ مساءً

محافظة "الخزّان البشري"!

حسن الفقيه
الاثنين ، ١٥ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٠٦ مساءً
محافظة "الخزّان البشري"، هكذا اتفق على تسميتها بعد أكثر من عام ونصف وهي تقوم بمد جبهات قتال الحوثيين والقوات الموالية لهم بمقاتلين من مختلف الفئات العُمرية، بما في ذلك الأطفال الذين فيما يبدوا أنهم لم يخلقوا فيها ليلعبوا ويسرحوا ويمرحوا أو يدرسوا ويتعلموا نظير أطفال المحافظات الأخرى، حيث ذكرت تقارير حقوقية أن الحوثيين جندوا في مديرية جبل الشرق بـ آنس 174 طفلا، بينهم 12 طفلا بصورة إجبارية.

هي المحافظة التي لا تكل ولا تمل من تصدير الموت والقتل لليمنيين إلى مختلف مدن البلاد، هي لا تخجل من فعل كل هذه الأفاعيل. وجد الحوثيون بغيتهم فيها، تقبّلتهم بأحضانهم واستقبلتهم بكل حفاوتها، أتوا إليها من كل حدب وصوب، تقاطر إليها اللصوص والقتلة والأشرار، كأنها تعرفهم ويعرفونها، لم يشعروا بأي غربة فيها، ولم تهمس لهم يوما أنها تخجل من جرائمهم ومكرهم وتحركاتهم.

لم تلوّح لهم يوما أنها باتت تشعر بالخجل من الإيذاء التي تصدره لنظيرتها من المحافظات.

وجدت الكائنات التي جاءت إليها من الجحور والكهوف والشعاب والمزارع فيها بغيتها، فلم تضطر في يوم ما أن تغير ملابسها أو ترتب من شعث رأسها، أو ترتدي وجوها، غير وجوهها المكفهرة المقترة التي دخلت بها المدينة غازية"فاتحة"!

هي المحافظة التي أكرهها جدا وأشعر بخجل عندما أعرف بنفسي أنني منها، يقولون لي أنت تنسلخ وتتنكر من ذاتك، أغمم وأغتم في نفسي وأردعلى الفور غير مكترث أو متردد حتى ولو جاءالقول من أصدقاءعزيزين علي جدا ، أسارع في الحال بالرد عليهم في مواربة مكشوفة، أنا أنتمي إلى ذمار إداريا فقط، لكننا نختلف عليها في كل شيء!

هي محافظة ترى أنها خلقت لتستأسد على المسالمين والضعفاء، وكل مغلوب على أمره، ليس له من يقيه أو يحميه.

يعرف تماما أبناء المحافظات والمدن الخرى من يقصفهم يقتلهم يغتالهم يقنصهم، يدمر ويفجر منازلهم ومساجدهم ومدارسهم!

كثيرة هي جرائم هذه المحافظة ويكفي منها للذكرى أنها وضعت معتقلين سياسيين وزملاء صحفيين كدروع بشرية للطيران، في خطوة لم تفكر على فعلها أي محافظة أخرى سواها.

اغتالت أيادي محافظة "الخزان" ثلاثة قادة سياسيين في غضون 5 أشهر، في مدينة لا يوجد فيها لا حرب ولا مواجهات، لكنها شمات الغدر والغيلة. وصنائع الإجرام والمكر، تأبى إلا أن تعبر عن حالها وتبرز إلى الواجهة والعلن!

الأخيار فيها والطيبون هم قليلون ونادرون جدا، ويكادون يضيعون وسط الكم الكبير من الأشرار والعبيد والمأجورين والمقاتلين.

إنها "دمار" على كل اليمنيين على السوا، بدون النقطة تبدو طبيعية وتلقائية، لماذا ترتدي النقطة إذن، هل من يبلغ "أبو الأسود الدؤلي" أن يجردها من النقطة ويدعها كحالها "دمارا" لا "ذمارا"!

استسمح عذرا كل صديق وعزيز في هذه المحافظة التي يستوطنها ويحتلها الأشرار ...فائق احترامي لكل ذماري حرّ بطل شهم، وهم قلة، مقارنة بغيرهم من المردة والشياطين.