الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٠ مساءً

نحن والمشترك ..والوزر المشترك .. !!

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
نرى كثير من المشاركين والكتاب والعديد من ابناء اليمن يتحاملون على المشترك بعد توقيعه على المبادرة الخليجية ، وهذا في تقديري ليس انتقاداً في محلة ، فالثورة كما نعلم طالت مدتها في الساحات لأقل من عشرة أشهر ، فر الكثير منها وبقي الكثير ، فمن المشاركون الذين شاركوا قبل_ جمعة الكرامة _ رجعو الى بيوتهم بعدها ، وهكذا استخدم صالح الوقت لكي يحصل نوع ما من الضمور والملل لدى المعتصمين ، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد ان ينكر ذلك ، فالمرابطون في الساحات الآن هم كما أخبرنا الله تعالى : (( فأما الزبد فيدهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )) فالبعض منهم فقد غادروا دون رجعة ، وأقول لمثل هؤلاء المشمتين والمنتقدين للمشترك كم بذلت من مال للشباب في الساحات ؟ وماذا قدمت للثورة بأمانة لأجل نعلم الجدية في عملية أزاحة هذا النظام الظالم .

ولذلك حسب رأيي فإن المرحلة لا تستوجب اليوم الوقوف ضد المشترك وما أجبر عليه ، فالمشترك اليوم حكمه كحكم أحد الصحابه_ عمار بن ياسر رضي الله عنه _ الذي اطمأن قلبه للإيمان وأكره على سب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الهة قريش بخير فقد قال تعالى عنه :(( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) ولهذا فإنا ندرك جميعا ان المشترك لم يسعى الى تسوية سياسية مجرد توقيع على ورق ، وإنما رواد السياسية من قادة المشترك يعرفون خطورة المرحلة ويعلمون ان اليمن لا يمكن ان يحتمل وضعاً آخر غير الذي وصل اليه ، المشترك لم يواجه المؤتمر وحسب كما هم الشباب أيضا لم يخرجوا على الحاكم فقط وإنما ظهر لنا العالم بأسره مقيد بسحر صالح الذي نجح في توزيعه على الموقفين الإقليمي والدولي ، واستخدم النظام أوراق كثيرة لمحاولة إجهاض الثورة الشبابية السلمية ، استخدم الحوثيون كبعبع للجوار الخليجي خاصة وهناك مؤشرات على ان لهم أجندة خارجية ويجب ان نتنبه الى ذلك ، واستخدم ورقة الإرهاب كبعبع أيضاً لتهديد الأمن الإقليمي والدولي ، وللأسف الشديد فقد أثبت لنا زمن التصعيد الثوري هذه الحقائق ، ظهر الحوثيون اليوم يحاصرون فئة من الناس هم بالأساس يمنيون ولم يأتوا من المريخ حتى وان كانوا مختلفين معهم في الأيديولوجيات .. لكن لا نستطيع ان نبعدهم عن أرضهم وهويتهم اليمنية والحوثيون كذلك هم يمنيون لكن يجب عليهم ان يطمئنوا الشعب اليمني كافة عن أبجدياتهم في هذا الوطن الحبيب وان لا يستخدمونا رهائن للسياسات الإقليمية والمخططات الاستعمارية وهم يعرفون ما أقول ، فقد عشنا نحن اليمنيون جميعاً تحت مظلة واحدة لا فرق بين زيدياً أو شافعياً إلا بالتقوى ، ولم نلتمس أبدا ظهور الحوثيين طيلة خمسة وعشرون عاماً من عمر الذاكرة إلا عندما بدأت شرارة النار تشتعل في صعدة قبل حوالي سبع سنين ، كذلك الحال في ما” يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب “ فهذه أيضاً غريبة على مجتمعنا اليمني ولم نشهد يوماً ان لدينا متشددون أو تكفيريون إلا ما زرعه النظام في السنوات الأخيرة .

ولهذا فإننا ننبه إخواننا اليمنيين في الداخل والخارج ان الوقت الآن ليس متسعاً للانتقاد و الشماتة هنا وهناك ، فقد هذا الذي يشتم جالس ٌ في بيته أمام الشاشة لا يعرف ماذا يدور على الأرض ، ولا يعلم صعوبة المرحلة فكما استمرت الثورة سلمية يجب ان تظل كذلك ، والتوقيع على المبادرة باعتقادي جزء من السلمية وان كانت لا تلبي طموح الثورة كلها ولكن باعتقادي استطاع المشترك ان يضع صالح في خارج المرمى مؤقتاً والفصل النهائي قريباً ان شاء الله ، وكذلك الكثير من أبناء اليمن يحملون وزراً مما فعلت أيديهم في الماضي السياسي ، فكم دعانا المشترك في الانتخابات الى التغيير خاصة انتخابات عام 2006 ولكن أنا متأكد ان الكثير من اليمنيين الذين هم حالياً مؤيدون ومشاركون في الثورة السلمية أعادوا الولاء لعلي عبدالله صالح اما بقناعة ذاتية نتيجة الجهل الذي غمر بلادنا أو مجاملة قبلية أو عشائرية أو حمية من الجاهلية الأولى ، وهذه حقيقة ليست غائبة عنا ، وفي الختام أخوتنا الكرام المتجاملون على المشترك ، لا يسعني إلا ان أقول لكم لن نستفيد في محنتنا هذه من الانتقاد لمن هم رأس الثورة ، سيما وقد أصيب البعض منهم وقتل البعض وترك أبنائه البعض وهو الآن في الساحة ، حتى أنني أعرف أحداً من الأقرباء لدي حتى في العيدين لم يتخلى عن وجوده بين المعتصمين فقد قضى أيام العيد في خيمته الباردة ليلا والحارة نهاراً ، وبهذا فالمرحلة كما قلت تتطلب التعاون منا جميعاً والنصح في ما بيننا كي نتدارك أخطاء الماضي الأليم ، و لندرب أنفسنا على فن التعامل مع الأزمات وإدارتها ، لأن المجتمع اليمني وهذه حقيقة ليس كا المجتمعات العربية الأخري ، فهناك قيوداً كثير من العادات والتقاليد تمثل إعاقة لوصول مفهوم الحرية و المدنية الى عقولنا ، نسأل الله العفو والسلامة لنا جميعاً ولليمن السعيد ان يرجع سعيد كما كان ...