الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٤ مساءً

صالح مكر الله أكبر من مكرك

صادق الجابري أحمد
الاربعاء ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
ظن صالح المخلوع وقد بدت نواجذه في ضحكة مصطنعة خلال توقيع المبادرة الخليجية في الرياض أنه يضحك على الجميع بما فيهم صاحب الجلالة الذي لا زال يحسن إليه وعصابته حتى وهو ويقلب كفيه المحترقتين في بلاط قصره كمتسول يستجدي سيده مزيد من الدعم للبقاء على كرسي السلطة في اليمن ولو كره أهلها ..

تلك هي ظنون صالح التي أعمت بصره طوال ثلاثة عقود عن رؤية الحقيقة كسنة إلهية تمضي على الظالمين قال تعالى " وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم وصدهم عن السبيل " حتى وهو على فراش الموت ظن صالح وبعض الظن إثم أن يد العناية الإلهية تداركته لبره وإحسانه وأنقذته ليواصل مسيرته النتنة في تاريخ اليمن والتي لم ولن يرى حقيقتها إلا وقد أحاط الله بمكره " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ألاعيب صالح وحيله لم تكن نهايتها إمضاءه المريب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية فقد خدع ربيب نعمته وولي أمره الشهيد إبراهيم الحمدي بداية حكمه فقتله وهدد وأرعد خلفاءه من بعده حتى تفرد بجهله وغيه على كرسي السلطة في اليمن ولكن الله يمهل ولا يهمل ؛ لم يترك صالح طريقة في المكر والخداع والدهاء للإطاحة بخصومه السياسيين في اليمن إلا وجربها تفوق على عبدالله ابن أبي ويهود المدينة فنفى عبد الله عبد العالم وسحل عبد الرقيب عبد الوهاب ورفاقه وقتل الشيخ الشرجبي والمئات معه انقلب على البيض وكان شريكه في حكمه ونفى العطاس وكان رفيق دربه وخان حلفاءه أجمعين حتى لم يبقى له من الشر شيئاً إلا وجربه ..

يا لله يا صالح لم تدع لك مع الله فسحة..فما من ميدان إلا وبارزت فيه الله حتى ختم على قلبك فعاهدت فغدرت وأتمنت فخنت وخاصمت ففجرت فكان أبناء تعز ضحية غدرك ومكرك وتلك شيمة لم تعرفها البشرية إلا في سلالة قبحها الله ولعنها في كتبه فكان أخر من أشاد بها وأثنى عليها أنت .. أفق من سباتك وانظر إلى ما حولك لم تبقي لنا في مدننا سوى رائحة البارود وأنين الثكالى وصراخ اليتامى وآهات المكلومين ممن فوضوا الله فيك وهو قادر عليك لا محالة فلا يغرنك حلمه عليك .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ...