الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٤ مساءً

مفاوضات الفرصة الاخيرة

أنور الحذيفي
السبت ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٣٥ مساءً
من خلال النضر الي تطورات الاوضاع في اليمن بشكل مجمل وبعد اكثر من عام ونصف العام من الصراع يمكننا القول ان الخطط والاوراق التي ادار بها كل طرف معركته ضد الاخر لم تستطع حسم المعركة لصالح ايا منهما سوي انها قربت الجميع من معركة الحسم بعد فشل كل الخيارات السلمية .


وعلى الرغم من نجاح اجتماع جده في دفع الاطراف الي العودة مجددا الي طاولة المفاوضات بغية التوصل الي اتفاق ينهي الحرب بحسب ما اعلن عنه الا ان السعودية باعتقادي هدفت من ورائه الي اقناع الامريكيين والبريطانيين الذين يبدون مترددين من الحل العسكري من خلال جعلهم في صورة التهديدات التي تتعرض لها الحدود الجنوبية للمملكة من قبل قوات الحوثيين وصالح وهو ما بات يشكل خطرا للسعوديين يجب ازالته وتامين حدودهم الجنوبي.

وبالنسبة للأمريكيين فان مبادرة وزير الخارجية الامريكي جون كيري التي قدمها لحل الازمة في اليمن والتي تضمنت تشكيل حكومة وحدة وطنية والانسحاب من المدن وتسليم السلاح لطرف ثالث فانه يمكن قراءتها من زوايا عدة اهمها ان الامريكان وان كانوا اعلنوا عن رغبتهم في تحقيق السلام وانهاء الحرب في اليمن الا انهم يريدون سلاما يتم تفصيله وفق رؤية تضمن مصالحهم بدرجة اساسيه ولهذا فانهم لا يفضلون حسم الامور عسكريا وهزيمة الحوثيين لعدة اسباب اولا ان حسم الامور عسكريا سيقضي على قوة الحوثيين وهو ما لا يرغب فيه الامريكان لان ذلك سيفقدهم القدرة على المناورة في الحالة السياسية اليمنية لذا يريد الامريكان الابقاء ع قوة الحوثي لعدة امور اهمها تكريس الطائفية في اليمن وتقويتها من خلال بنود اتفاق يمنح الحوثيين مكاسب اكبر من حجمهم الحقيقي كما هو الحال في الحالة اللبنانية .

ثانيا ان الابقاء على قوة الحوثيين سيمكنهم من لعب دور اكبر في المنطقة يمكن من خلاله ابتزاز دول المنطقة وعلى راسها المملكة العربية السعودية العدو اللدود للحوثي.
ثالثا لا يوجد لدي الامريكان موانع في التعامل مع الحوثيين و الاعتماد عليهم كحليف اساسي يمكن استدعائه كلما اقتضت الحاجة لذلك.

واذا كانت المبادرة الامريكية قد اجلت قرار الحسم لدى دول التحالف والحكومة الشرعية على الاقل في الوقت الحاضر الا انها ستعطي مساحة اوسع لحصول تاييد كبير وواسع لدول التحالف والحكومة الشرعية لحسم الامور عسكريا في حال رفض الحوثي وصالح القبول بالحل السلمي لإنهاء الانقلاب .

وختاما يمكن القول ان اجتماع جده وان كان نحج في دفع الاطراف من العودة مجددا للمفاوضات الا انه وقياسيا للمفاوضات السابقة لا يمكننا التكهن في تحقيق اختراق سياسي يفضي الى انهاء الحرب وفي اعتقادي ان الذهاب الي جولة جديدة من المفاوضات لن يكون سوى فرصة اخيرة تمنح للحوثيين لإنهاء الانقلاب والقبول باتفاق وفق المرجعيات الثالث مالم فان خيار المواجهة بالنسبة لهم سيكون بمثابة الانتحار الجماعي لقواتهم والزج بهم في معركة خاسرة لا محالة اذ لا قبل لهم بمواجهة جيش يفوق قدراتهم العسكرية ولدية اسناد جوي كبير ومتطور.