الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٢ مساءً

مولاي الزندّاني عَريساً، ما اجمَلّك..!

محمد المياحي
الأحد ، ٣٠ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ١١:٤٩ صباحاً
يمارس العلمانيون عبثا جنسيا مفرطا منذ بداية شبابهم، يصلون إلى الثلاثين والاربعين وقد استُنزفوا عاطفياً بشكل رهيب ، يكتشفوا اخيراً ان التصور الاسلامي للحياة العاطفية والضبط الجنسي هو الاكثر ديمومة وملائمة لتركيبة البشر، يفكرون في الامر فيشعرون بالغيظ تجاه خصومهم الاسلاميين ذوي الحضور العاطفي المتوقد ، يبحثون عن حيلة للطعن في عنفوان الاخرين وجاذبيتهم، فلا يجدوا سوى الحديث الساخر والتشهير البليد وهذا يكشف عن حالة مرضية مثيرة للشفقة!
عاش الزنداني منذ بواكير شبابه محتفظاً بكامل طاقته العاطفية ، بلغ السبعين من عمره وما زال يملك فيضا شبابيا مذهلاً قرر ان يتزوج وفعلها، فأصيب العلمانجيون بالصدمة ليس لكون الزنداني رجل دين كبير بل لانهم ما كانوا يتوقعون ان هذا الكهل ما زال مخضرا من الداخل وروحه شابة وجهازه التناسلي اكثر صلابة وصحة ونطافة..
انت ايها اليساري الذي ثرت هائجا فور سماعك بزواج الشيخ الزنداني تذكر انك سكبت صلبك على كل الارصفة، وافرغت قلبك على الطرقات، وصرت معطلا في منتصف حياتك ولهذا تشعر بالحريق يلتهمك لكونك اهدرت عاطفتك ولم تعد قادرا على عناق انثى، ولو انك ما زلت تمارس الجنس في حديثك وتكتب منشورا تتغزل فيه بأنثى من السراب...
الادبيات العلمانية تعد الزواج شأناً شخصياً لا علاقة لاحد به، ولا يحق لاي انسان السخرية من الحياة الشخصية للاخرين ولانهم علمانيون غارقين في خندق النفاق حتى العنق؛ لاحظنا بالامس موجة كبيرة من الحديث العاري والبدوي عن حادثة زواج الزنداني وفقا لمنهج الشرع واعتبروا ذلك من الكبائر ، ولو ان ياسين سعيد نعمان او عبده بورجي اصطحب انثى من الشارع ومارس معها الجنس في احدى فنادق لندن لما كان خطأ او عيبا، واذا ما وجدوا شخصاً ينتمي الى التيار الاسلامي ينتقد الزواج بهذه الطريقة، سرعان ما سيصبوا عليه كامل تهم التخلف والرجعية ويعدونه خطرا يهدد التعايش ويتدخل في الحياة الشخصية للناس...
انا هنا لا ادافع عن شخص الزنداني؛ لكنني اتصدى لحالة العبث الفكري والهزلية الغبية التي يمارسها الاخرين ضد قيمة من قيم الحياة متعلقة بحرية الزواج المطلق والحق الفائق في الارتباط ولو انت في اليوم الاخير من عمرك وقد بلغت الثلاثمائة عام، ولا احد يملك الحق في التدخل والحديث عن حياتك الشخصية، وهذا مبدأ مكفول في كل شرائع الوجود الوضعية والسماوية واحد بنود الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان..
اشعر بالفزع من هذا الغباء الفاحش الذي يسلكه البعض حين يطعن في شرف الزنداني، لا لشيء بل لانه يمارس حقه الفطري كأي انسان في هذا الوجود..
حلال للعلمانجيون ان يتفسخوا في الملاهي وحرام على الزانداني ان يخطف قلب انثى وفقاً لارادة الخالق، للاسف فهذا هو المنطق السخيف والاحمق الذي يعيش عليه هؤلاء..
انا المواطن البسيط اختلف مع رؤية الزنداني للكون والحياة والانسان لكنني في مثل هذه اللحظات لدي استعداد مطلق للدفاع عنه حتى اخر قطرة حبر املكها..
يقول "انطون تشيخوف" رائد القصة الروسية انها الفضيلة والحق ولا شيء اخر.