الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٥ مساءً

مع من انت؟؟

احلام القبيلي
السبت ، ١٠ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٠٠ صباحاً
قبيليات : مع من انت؟

مع من انت ؟ انت مع من؟
سؤال ستواجهه في كل مكان في ربوع السعيدة، في المنازل والشوارع والباصات والشركات والمدارس، وكأنك في محضر مفتوح طوال اليوم نهاره وليله، وانت المتهم حتى تثبت ادانتك.
واصعب موقف ستواجهه في حياتك ان تجلس وسط طرفي الخلاف لانك حينها لن تستطيع النفاذ بجلدك فان اثبت براءتك من جهه فأنت مدان في نظر الجهه الاخرى، ولن ينفعك ان تقول انا مع الحق لانك ستسال .. وما هو الحق؟

لكن قد ينفعك ان تقول انا مع الله او كما قال صاحب الباص انا مع الباص الذي يشقي عليا

او كما فعلت صديقتي التي ركبت الباص الى جوار فتاه سارعت بتوجيه السؤال : مع من انت ؟

حيث ردت على السؤال بنفس السؤال : اسالك بالله مع من انت ؟
وحسب اجابتها وعدد المؤيدين لها في الباص سيكون ردي عليها

حُمى:

ذكرت لي جارتي ان ابنتها البالغه من العمر سبع سنوات اصابتها الحمى فجأه ولم يعلم اهل البيت بمرضها الا عندما قامت من نومها تستجوب الوساده : انت مع اسقاط النظام والا مع النظام

الفئه الصامته :

كل طرف من اطراف الصراع يدعي ان الفئه الصامته معه، وهذا يدعوها للخروج والاخر يهددها بالعقاب الدنيوي والاخروي وهي مكانها صامته
شعارها :
الصمت زين والسكوت سلامة
فاذا نطقت فلا تكن مهذارا

الفئه الصامته شريحه من الناس يصلون في المساجد ولا يذهبون الى الستين ولا الى السبعين، لا يخرجون في مواكب "لن يرحل" ولا يدعمون مواكب "ارحل"، وهم اصناف.

منهم من ينتظر ان ترجح كفه على اخرى وانتصار طرف على اخر ثم يعلن انه كان مع الفائز وهذا انسان مصلحي نعوذ بالله منه.

وصنف " ارتبشوا واختبطت عليهم الامور" فلم يعودوا يعرفون للحق عنوان، فلكل طرف علماء وفتاوى ومناصرون ومؤيدون، وعلماء ومفكرون وحتي الجيش منقسم والشعب منقسم والبيت الواحد منقسم فسلموا الامر لله تعالى ليحكم بين عباده وهو اعدل الحاكمين، واذا وجهتم لي هذا السؤال سأجيبكم انا مع الحق، واذا قلتم وما هو الحق اجبت الحق اني مع التغيير ومن دعاة التغيير قبل ان تعرفوا هذا المصطلح، ولكني ضد اساليب هذا التغيير والغايه عندي لا تبرر الوسيله بأي حال من الاحوال، وما احلم به هو تغيير الراس قبل الاساس او الاثنين معاً، احلم بشعوب لا يأسرها الهوى ولا تستعبدها الشهوات ،احلم بتغيير اهتمامات و اهداف شعوب جل ما يشغل بالها لعب الكره والغناء والعشق والهيام والتمثيليات و الافلام وربطه قات وحبه شارك ومره وجاهل، احلم ان يساوي عدد المصلين في صلاة الفجر اعدادهم في صلاة المغرب في رمضان او صلاة الجمعه كل اسبوع، احلم بشباب يقتحمون المعابر ويجتازون الحدود لنصرة اخوانهم في فلسطين والعراق،
"اما تغيير البوري والمداعه هي المداعه" ما ينفعش
اما هذا التغيير يشبه المثل القائل " ديمة وخلفنا بابها"، ولكني اعتبره خطوه في مشوار الالف ميل ومع ان هذه الخطوه ايجابيه اربعين بالمائه الا ان اساليب هذا التغيير سلبيه ستين بالمائه.

قل لنفسك:

جاءني احدهم يسب النظام ويرعد ويزبد وكأني احد اركانه مش احلام القبيلي المواطنه المسكينه : قلت له هذا الكلام وجه لنفسك فقد كنت الى وقت قريب تطبل وتزمر لهذا النظام، الا تذكر حين اصبت بسبب الازدحام الشديد في الميدان وانت تنافس على الدخول في مهرجان الرئيس الانتخابي، اما انا فلم افعل ذلك ولله الحمد ولم امدح هذا النظام في حياتي سوى مرتين لمواقف عربيه واخرى وطنيه وقد كنت حينها احد اعضاء حزب كان حليفا له ويعده افضل الزعماء العرب.

زبدة الكلام:

لست معكم ولست ضدكم معناها اني اريد التغيير واطمح اليه وادعو الله تعالى ان يولي علينا خيارنا، ولكني ضد طريقتكم في التغيير، والامر الاخر فعلاً ربشتونا، هنا علماء وهناك علماء، هنا مفكرون وهناك مفكرون، هنا مناصرون وهناك مناصرون،
هنا القرضاوي وهناك ائمة الحرم، هنا عزمي بشاره وهناك محمد حسنيين هيكل، وهكذا.

ولم يتميز في نظري اخلاقيا وانسانيا طرف على طرف كي يستحق النصر والمناصره.

حتى يغيروا ما بانفسهم:

" تاملت ملياً في قوله تعالى " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فوجدت ان الله تعالى قد وعد بالنصر شرط ان يبدأ التغيير من النفس، " لا يغير ما بقوم " يعني حال امه الا اذا غير كل فرد فيها ما في نفسه، ولهذا جاء في الاثر " كيفما كنتم يولى عليكم" فالحاكم مراة للمحكومين، ثم ان هؤلاء الطغاه والحكام هم صناعه محليه وليسوا مستوردين فنحن نشاركهم الجُرم ونقتسم معهم الوزر لاننا صنعناهم بايدينا، نحن من صفق وطبل ومدح ونحن من انتخب واقترع ورقص لحجي ورقص برع
ثم بعد ذلك نقول 33 سنه، والصحيح ان نحسب لهم من ساعة ما صحينا وانتفضنا، وما قبل ذلك فهم كانوا جالسين برضانا وخيرتنا.