الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٩ مساءً

عظماء على سفوح الجبال

محمد الربع
الثلاثاء ، ٠٨ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ١٢:١٠ صباحاً
قمت بزيارة أنا وبعض الزملاء في الأيام الماضية لعدة مواقع في جبهات المقاومة وبعض الألوية العسكرية في مأرب وحضرموت والجوف وصنعاء ،بدعوة من دائرة التوجية المعنوي بالجيش الوطني .
عند زيارة هولاء فقط يعرف مدعي الوطنية ماذا تعني الوطنية ،
ومن يدعي حب الوطن يعرف ماذا يعني التضحية لأجل هذا الوطن .
.ومن ينظر لنفسة أنه كبير يتقزم أمام أقدام هولاء العظماء.
نظرة الى وجوه هولاء الشباب تعرف أنه مازال اليمن بخير وسيتعافى ..
تدخل الموقع العسكري وكانك دخلت منتدى ثقافي ، فتجد المعلم والطبيب ،وأستاذ الجامعة ،ورجل الأعمال ،وشيخ القبيلة ،وشيخ العلم .
أدهشني ذاك الجندي البسيط الذي قام من جواري ليدلي بتصريح
لأحد القنوات الأجنبية ،فوجدته يتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقه ،واتضح لي أنه أحد الطلاب المبتعثين للدراسة بالخارج ،ومن أوائل الجمهورية ،ولكنه وقف دراسته وعاد ليلتحق بصفوف المقاومة .
عند زيارتك الى جبهات القتال تعرف معنى المثل القائل "ماأسهل الحرب على المتفرجين " ..
المتفرجين وكثير من المتفلسفين في الرياض او تركيا أو القاهرة وغيرها ...من ينام على بطنه حتى العصر يصحى بعدها يتغدى ويشرب شاي بالنعناع ،ثم يفتح الإنترنت ويكتب عن فشل المقاومة في حسم المعركة ، ولماذا لم يحرروا تعز بسرعه ولماذا مازالوا في نهم وهذا دليل على الفساد الكبير وأنهم يأكلوا الفلوس .
لايعلم المتفرجون أن جبهة مأرب الى نهم مثلاً فيها سلسله جبليه ممتده لأكثر من سبعين جبل، واحد من هذه الجبال فقط لم يتم السيطرة عليه إلا بعد سقوط أكثر من 75 شهيد من خيرة شباب اليمن والكثير من الجرحى .
جبال ووديان والله لايستطيع المتفرجون والمفسبكون أن يتجاوزوا واحداً منها وهم يمشون مشياً فكيف بمن يخوضها حرباً ويتقدم بين وابل من الرصاص والقذائف والمدافع والأرض ملغمه من تحته ويستشهد فيها .
لكم أن تتخيلوا أن مواقع قتالية يحتاج ايصال الطعام إليها الى خمس ساعات من التسلق مشيأ على الاقدام يومياً .
هل تعلمون أن هناك جبهات يصل لها الإمداد والتغذيه عبر الحمير لأن البشر لاتستطيع ايصاله .
هل تعلمون أن هناك مواقع شق الطريق إليها فقط إحتاج لأكثر من شهرين من العمل المتواصل .
هل تعلموا أن كثير من الشباب أستشهدوا مع أن إصابتهم ليست خطره والسبب أن إسعافهم على الأكتاف يحتاج الى ثمان ساعات فلم يتمكنوا من إنقاذهم .
كل متر مربع يتم تحريره يختلط فيه الدم والعرق حتى يتحرر .
هل يعلم المتفرج أن منطقة نهم لوحدها مساحتها اكبر من دولة البحرين .
هل يعلم المتفرجون والمفسبكون أن نزول الشعاب والجبال ليس كنزول المنشورات ،
وأن الجلوس خلف شاشة الجوال والكمبيوتر ليس كالجلوس خلف المواقع والمتارس.
تذكر اخي المتفرج وانت تنتقص من دور هولاء وقادتهم ،وتشكك في تضحياتهم ،وتخون نواياهم ، وتحاول شق صفوفهم ، أنهم الأمل الوحيد لنا بعد الله في إستعاده دولتنا المنهوبة ، وهم أصحاب الفضل عليك في تخليصك من حكم العصابات والمليشيات ،
فيا مناظلوا المكيفات أرفقوا قليلاً برجال الجبهات .
ومن المحزن أيضا أن هولاء يُقتلون وهم يدافعون عن حقوق من يقتلهم .
هل يعلم أتباع عفاش والحوثي أن هولاء الشباب يقاتلون من أجل دوله تكفل حقوق الجميع بما فيها هم !
فهم لايقاتلون من أجل أنفسهم ولامن أجل أن يعينوا في المناصب والوزارات ، ولكن من أجل أقامة دولة للجميع، الحاكم فيها الدستور والقانون لا رغبات ومزاج ابو تراب ولا تحت رحمة أبو ملعقه وابو ربل .