الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٩ مساءً

عفاش والحوثي وآخر الخيارات الاستراتيجية في تعز

ياسين التميمي
الجمعة ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٧:٢٤ مساءً
علي عفاش حارب تعز وأهلها العزل بأكثر من أثني عشر لواء عسكرياً، وبعشرات مخازن الأسلحة ومئات صواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاوزر والدبابات والهاون، والرشاشات، وعشرات القناصة المحترفين.
استعان بالحوثيين وكتائبهم "الحسينية"، وأكابر مجرميهم من القتلة وقطاع الطرق.. جميعهم كانوا ينزلون بزهو على متن "الشاصات" وهي سيارات دفع رباعي من صناعة شركة تويوتا، ويعودون جثثاً هامدة وصوراً على جوانب هذه "الشاصات".
استفرغ المخلوع صالح جهد الدولة وإمكانياتها وهيبتها فسقط سقوطاً ذريعاً وسقط معه الحوثيون.. الآن أوعز لمشائخ القبائل ومعظهم مرتزقة ولا ضمير لهم ليوصلوا إلى القبائل رسالة واحدة، مفادها " أصحاب تِعِزْ عَيطلعوا يدسِّعُوكم"، وهي تحوير لنفس العبارة التي استخدمها في حرب صيف عام 1994".
ما عسى هؤلاء الحاقدين أن يصنعوا في عصر الفضائيات والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كيف تحرض القبيلة وتستثيرها بكل مفردات الحقد الجهوي والطائفي، وتريد أن تقنع أبناء تعز أنك تقتلهم لكي تحرر مدينتهم من "الطواعش".
والسؤال هو: بماذا كان يحارب هؤلاء مدينة تعز طيلة الفترة الماضية، أليس بالقبائل وبالتحشيد القبلي.
دعوني أقول لكم إن المخلوع صالح والحوثي سيسقطون ولن يتمكنوا من هزيمة تعز، لأن تعز لا تقاتل إلا بنسبة بسيطة من رجالها، لكن الجريمة أن الوطن سيسقط في براثن الحقد الطائفي والمناطقي الذي كدنا نتخلص منه بصعوبة..
يراهن عفاش على أنه سيعيش أكثر مما قد عاش، هذا المسكون بحب السلطة حتى الجنون، والذي لديه الاستعداد ليقامر بكل شيئ حتى كرامته لكي يظفر بالسلطة الضائعة من يديه..
هل تتذكرون ما قاله في الرياض بعد توقيعه على اتفاق التنازل عن السلطة في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011.. قال: "ليس المهم التوقيع ولكن المهم حِسنْ النوايا"، لأن نوايها كانت سيئة وها نحن نراها اليوم تتحول إلى حرائق في جسد الوطن.
ما أحوج عفاش والحوثي إلى استيعاب الرسالة التي أطلقها "مجنون عمران" الذي قال إنه لن يذهب إلى تعز لأن الرحلة معروفة سلفاً له ولغيره، فهو لا يريد أن يعود مجرد صورة على سيارات الحوثيين عفاش.