الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١١ صباحاً

"العفو الدولية" وتزييف الحقائق

عبد الإله الحريبي
السبت ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:٤٤ صباحاً
عندما تصدر منظمة العفو الدولية تقاريرها وملاحظاتها عن الانتهاكات الخاصة بحقوق الإنسان لا تحابي نظاماً أو منظمة أو جماعة، لكن تقريرها أخيراً عن استهداف المرافق الصحية في اليمن من طرفي الصراع لم يكن حيادياً ولا واقعياً.

هناك انتهاكات فظيعة ومروّعة بحق المرافق الصحية في تعز، استهدفتها مليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح، وأبرز تلك المرافق مستشفى الثورة العام الذي يُعدّ المستشفى الأول والأهم على مستوى محافظة تعز، ويقع داخل المدينة المحاصرة. ليس في هذا المستشفى ثكنة عسكرية، فكل ما فيه بضعة رجال أمن في البوابة لحفظ الأمن وسلامة المرضى، لكن القذائف الصاروخية والقذائف المدفعية تضرب أركانه وأقسامه بقوة، وكذلك المستشفى الجمهوري يتم إستهدافه أيضاً، وهو من أكبر المستشفيات في مدينة تعز، وهناك أيضاً المستشفى العسكري الذي حرّره الجيش الوطني قبل أيام، وقصفت المليشيات قسم غسيل الكلى فيه وأحرقته عن بكرةِ أبيه، بعد يوم أو يومين من تحريره، من دون أن تكون فيه قوة عسكرية، وهناك أيضا المستشفى السويدي للأمومة والطفولة ومستشفى مكافحة السرطان بجانبه، فيما تعرف بالنقطة الرابعة، أضف الى ذلك مستشفى الروضة والبريهي ومرافق أخرى عديدة، صحية وتعليمية، فنحن إذن، أمام استهداف ممنهج، وعن سابق إصرار وترصّد.

في المقابل، هناك مستشفى اليمن الدولي الذي حوّلت المليشيات الانقلابية موقعه مع فندق السوفتيل إلى موقع عسكري تطلق منه قذائف الدبابات والمدافع على السكان المدنيين داخل مدينة تعز، وفي جبل صبر الذي تتناثر في أرجائه القرى المكتظة بالسكان، وهذا معلوم وموّثق بالصور والفيديوهات المباشرة التي تظهر الاعتداءات المباشرة من هذا المكان على المدينة.

كان على هذه المنظمة لتحافظ على مصداقيتها التركيز على هذه الجرائم، وإيضاح ما فعله الانقلابيون من تحويل مستشفى إلى موقع عسكري، وكذلك ما تقوم به من اعتداءات إجرامية بحق المرافق الصحية، والتي تسبّبت في موت مئات من المرضى، نتيجة تدمير الأجهزة والمعدات الخاصة بعلاج المرضى، ولا أنسى هنا جريمة إحراق مخازن الدواء الاستراتيجية لمدينة تعز وأريافها، في بدايات الحرب على مدينة تعز.

ما أقوله ليس تعصباً لطرف ضد طرف، ولكن من واقعٍ أعيشه داخل هذه المدينة المستهدفة بقذائف الموت الحوثية العفاشية، فالإنصاف يجب أن يكون هدف للمنظمات الدولية، وليس تغييب الحقائق وتسخير البيانات الدولية لصالح طرف ضد آخر، يكون فيه الإضرار بالحقيقة وتزييف واقع الحال في اليمن، فيظلم هذا الشعب مرّتين، على أيدي مجرمي الانقلاب والمنظمات الدولية، كمنظمة العفو الدولية.

انزلوا الميدان وادخلوا تعز، وستعرفون مدى مشاركتكم في الجريمة بحق تعز ومرافقها الصحية.

"العربي الجديد"