الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٦ مساءً

مبارك رضـــوان : البــوبـــوح

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - مبــارك رضــوان

أتذكر عندما كنت طفلا ، وتحديدا في الخامسة من عمري ، كنت كثيرا أخاف عندما كانت والدتي تقول لي لو ذهبت للعب بعيدا عن المنزل سوف يأكلك البوبوح ، ومن حينها بدأت أخاف من هذا البوبوح وكان الدم في عروقي يتجمد وجسمي يرتعش لمجرد ذكر اسم البوبوح مرت الأيام والسنون ولازال ذالك البوبوح عالقا في ذاكرتي ، ولا اخفي عليكم باني عديت المرحلة الابتدائية ولا زلت أخاف من البوبوح وكلما اسمع به فاني أصاب بهلع وخوف شديدين ، لكن مع الأيام بدأت أمي تبعد عني ذالك الخوف مثلما زرعته فيني أول مره ، حتى عرفت أن تلك الشخصية البوبوحية ماهي إلا من نسج الخيال والغرض منها هي التخويف والترهيب وان
الأمهات استخدمن تلك الشخصية البوبوحية من اجل زرع الخوف والرعب في قلوب أطفالهن وذلك خوفا على أطفالهن لا من اجل أن يظلوا مرعوبين وجبناء طوال أعمارهن لآن وعندما أصبحت شابا ظهرت تلك الشخصية البوبوحية في حياتي من جديد ، لكن هذه المرة لم اعرفها من والدتي ، لان والدتي رغم إنها تعرف أن هذا البوبوح هو شخصية حقيقية وليس مجرد خيال كالبوبوح الذي كانت تخيفني به عندما كنت طفلا ، الا أنها تعلم علم اليقين بان هذا البوبوح هو اجبن من الجبان حتى وان كان حقيقة لقد بدء الإعلام الصهيوني وعملائه بنشر أسطورة ذالك البوبوح ، وللأسف الشديد فقد انجرت معظم وسائل الإعلام العربية أيضا وكذالك رجال الحكم والفكر وحملة الأقلام على تصديق وترديد أكذوبة تفوق البوبوح الإسرائيلي ( الأسطوري) والتهويل من قوة ذالك البوبوح وبالتالي ترسخيها في الأذهان والمشاعر ، حتى باتت ذريعة للتخاذل والاستسلام . وكل هؤلاء ينتمون إلى " تيار التيئيسيين العرب " فلقد حقن التيئيسيين العرب عقولنا بأكاذيب
البوبوح الأسطورية ومن هذه الأساطير امتلاك هذا البوبوح أقوى جيش في العالم ، أقوى جهاز مخابرات ، وأسلحة دمار شامل ووو إلى ما هنالك من هذه الأساطير . وبالتالي مهدوا للأفكار الانهزامية ونشرها في عقولنا وللأسف الشديد هم الذين حولونا إلى ما نحن عليه الآن من ضعف وخوف .
لكن لو تمهلنا قليلا وفكرنا بمنطق العقل لا بمنطق الخوف وسألنا أنفسنا لو كان ذالك البوبوح يمتلك فعلا جيش قوي وان ذالك الجيش لا يقهر حسب ما نسمعه من الإعلام ووكلاء البوبوح في المنطقه ، فلماذا لم نراه يصمد أمام أحجار فلسطين في انتفاضتها الأولى والثانية ؟ ولماذا لم يصمد في حربة الأخيرة ضد حزب الله رغم تفوقه عدة وعددا . فلقد شاهد العالم اجمع أثناء الحرب الأخيرة التي حدثت في لبنان تلك الضربات التي تلاقها ذلك البوبوح الإسرائيلي من أفراد المقاومة الوطنية اللبنانية والانتصار الساحق الذي حققته المقاومة الشجاعة على ذالك الجيش الذي لا يقهر، فرأيناه كيف هرب جيش البوبوح الذي لا يقهر مهزوما، مدحورا ، ملعونا . رغم امتلاكه احدث اسلحة العصر. لقد أدت هذه الهزيمة النكراء إلى انهيار أسطورة ( البوبوح ) عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا أيضا ، لم يجد البوبوحيون مخرجا منه إلى الآن وهذا جزء بسيط على أكذوبة ذالك الجيش الأسطوري الذي يمتلكه البوبحيون أما عن ذالك الجهاز الاستخباراتي المسمى ( الموساد ) والذي لا يمكن لأحد أن يخترقه والذي يتفاخر بة البوبوحيون بمناسبة وبدون مناسبة أمام العالم اجمع فقد عرف الجميع كيف تم اختراق هذا الجهاز في عقر داره ، فكلنا يتذكر الجاسوس العربي المصري رفعت الجمال ( رأفت الهجان ) والذي يعتبر اعظم جاسوس فى تاريخ الجاسوسيه بل فى تاريخ البشريه في رأي الكثيرين . فقد حقق الجمال نجاحات باهرة فقد عاش في إسرائيل مدة عشرين عاما زود بلاده خلالها بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال للغاية فى الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط برليف ، كما انه كون امبراطورية سياحية داخل إسرائيل ولم يكشف احد أمره . وهذه ما هي إلا إحدى العمليات من بين مئات العمليات والتي تفضح أكذوبة ذالك الجهاز الذي يتباهى فيه البوبوحيون بمناسبة وبدون مناسبة .
أخيرا وليس آخر يجب أن يعرف العرب جميعا أن هنالك حقائق يجب أن تستقر في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا من وراء أستار الجهل والغفلة والاجتهادات الخاطئة ومحاولات التزييف والتضليل العربية والأجنبية ،
الحقيقة الأولى : رفض الاستسلام بمختلف صورة ومبرراته
الحقيقة الثانية : يجب علينا ان نبعد عقدة الخوف والجبن منا .
الحقيقة الثالثة : أن القضية التي نواجهها الآن ليست قضية تفوق قوه على طرف آخر ، بل هي قضية كيفية استغلال كل طرف للطاقات المتوفرة لدية تجاه عدوه ومن هنا يجب أن نعلم إنّ التفوّق الحقيقيّ في الطاقات والإمكانات إنّما هو التفوّق العربي والإسلامي وليس التفوّق الإسرائيلي كما يدّعون؛ ولكنّ ( البوبوح الإسرائيلي ) يحسن استخدام طاقاته وإمكاناته الأقلّ، ويوجهها بوعي وإرادة التوجيه الأفضل ومن هنا تصورت في مخيلتنا وعقولنا وبمساعدة التيئيسيين العرب كما ذكرنا سابقا قوة ذلك البوبوح الوهمية فهل سندرك هذه الحقائق ونلغي من عقولنا عقدة البوبوح الإسرائيلي .. أتمنى ذلك .