الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٤ مساءً

ماذا تريدُ الإمارات من حزبِ الاصلاحِ في اليمن ..؟

محمد المياحي
الاربعاء ، ١٨ يناير ٢٠١٧ الساعة ٠٩:٥١ مساءً
ينتشرُ الاصلاح في كلّ أوديةِ اليمن وقُراها، تحتِ كلّ شجرةٍ ثمةَ مقاومٍ ينتمي إلى هذا الحزب، خلف كلّ جدارٍ يسكنُ أعضاء التنظيم، وداخل كلّ لوكندة ينامُ اصلاحي ويصحو أخر، من عاملِ النظافة مروراً بصاحبِ البقالةِ وبائع الايسكريم، دكاترةُ الجامعات وحلمة الشهادات العليا ووزراء الدولةِ ولاعبي كرةَ القدم، وبائعة اللحوح في مدخلِ سوق القات كلّ هؤلاء وأكثر ينامون تحت جناج تنظيم الاصلاح، نحن إزاء جيش كبير من مختلف أطياف الشعب المظلوم يعتنقون أفكار هذا الحزب ..

من الجنونِ أن تتعامل دولة مع حزب ينتمي إليه مئات الآلاف من اليمنيين بتلك الصورة المشبعة بالحماقة والعقل السياسي البليد، أنت تسعى لسحق مصالح ملايين من الشعب تحت دعاوى سخيفة لا يوجد ما يبررها، هؤلاء مواطنين يمنيين قبل أي شيء آخر، وهذه خياراتهم السياسية ويملكون منتهى الحرية في اعتناق ما يريدون..

هذا التعامل العدائي من قبل دولة كالامارات ضد حزب الاصلاح، ليس له من تفسير منطقي سوى سعي الامارات لاطالة أمد الصراع، وخلط الأوراق بهدف تشويه أحد أجنحة المقاومة الأكثر صلابة وحضورا وفاعلية على الارض..

ثم يتبع ذلك ادارة الصراع عبر مزيد من الصراع وتلك طريقة الحمقى في قيادة الحروب..!

ما المطلوب أن يقدموا عليه اصلاحيي اليمن كي يحظوا بالقبول؟ هل ثمة تطمينات يمكن للحزب تقديمها ليخفف من هذا الجنون الذي تعامله به هذه الدولة؟

في حقيقة الأمر ليس هناك أي مخاطر فعلية يمكن أن يشكلها هذا الحزب على دولة مثل الامارات ، بل على العكس يُلاحظ حرص شديد من قبل وسائل اعلام الحزب على استخدام تعبيرات لطيفة تجاه كل دول الخليج وعلى رأسهم السعودية والامارات..
كل ما هنالك توجسات مرضية تغذيها أجهزة المخابرات ضد التنظيم، ولا أظننا نفلت بسهولة من هذا التلاعب الطفولي بالمواقف تجاه حزب كبير في البلد..

هذه لعبة بالغة الخطورة يدفع ثمنها هذا الشعب المسكين، إذ لا أفق للصراع ما دام طرف أصيل داخل التحالف _ مثل الامارات _ يحمل صورة تسطيحية مخجلة عن طرف أساسي داخل المقاومة ممثلاً بالاصلاح، كان أخر الطرائف المضحكة القول بأن حزب الاصلاح يقاتل في الشمال مع الحوثيين وفي الجنوب مع القاعدة