الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٢ مساءً

مرحبا 11 فبراير

موسى المقطري
الجمعة ، ١٠ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٤٣ مساءً
الف مرحبا بـ 11 فبراير ، ففيه دقت ساعة الصفر لانعتاقنا من حكم العائلة ، وفيه قررنا استعادة الجمهورية من الذين أفقدوها مضمونها ، وتسللوا مثقلين باطماع الاستحواذ ، وافكار السلالة المقيتة إلى مفاصلها، وأرادوا تشويه بياض صفحتها .

نحب فبراير لأننا نحب هذا الوطن المعطاء ، لأننا نريد وطناً خالياً من حكم السلالة والعائلة ، نقياً من الظلم ، بعيد عن الجبروت ، سالماً من الأزمات والملمات التي يصنعها الحكام ليظل الشعب تحت رحمتهم .

لو لم تكن ثورة 11 فبراير المجيدة لكان أصبح الشعب كقطعة ارض يورِّثها الأب لأبنه ، فيعيث فيها الإبن فساداً وإفساداًً ثم يورثها لورثته ليكملوا ما سلِم من التدمير في عهده .

بيننا وبين 11 فبراير موعداً لن نخلفه نحن ولا الحرية مكاناً سوى ، بيينا وبينه عهدا قطعناه في ساحات الحرية والعزة والكرامة وفحواه أن نظل نحتمي تحت ظل الحرية حين يداهمنا الظلم بقضه وقضيضه، وأن نفزع مدافعين عن قيم 11فبراير حين يحاول خفافيش الظلام سلبها .

الحرية غالية ، ووطننا أغلى ، ولسنا والوطن سلعة يتوارثها الأباء عن الأبناء ، كما أننا لسنا عبيداً فنحتاج لسيد ، ولا جهالاً فنحتاج لمن يتمنطق بسلالته وونسبه ليطفئ أحلامنا الزاخرة بالحرية والعدالة والمساواة .

ستظل شعلة ثورة 11 فبراير متقدة ، وسنظل نرفدها بالأرواح والدماء والولاء ، وقبل ذلك لن يسلب أحداً مهما امتلك من قوة حريتنا في اختيار من يحكمنا كشعب متساوٍ ليس فيه سيد ومسود ، ومواطن وزعيم .

حين خرجنا في 11 فبراير كانت صرختنا المدوية ، وكلمتنا الأولى والأخيرة أن يرحل من سخر الوطن للاسرة ، ونعيدها اليوم صارخين من جديد .
يرحل من أراد حكمنا باسم الاسرة او باسم السلالة ، او باسم الحق الالهي المزعوم ، ووجه سلاح الوطن نحو مواطنيه ..
يرحل هؤلاء غير مأسوف عليهم تلعنهم الأجيال ، ويذكر سوء فعالهم المؤرخون ، وتذكرهم الأيام القادمة ككابوس تسلل في ذات غفوة .

ايها الفبرايريون المسافرون في فضاءات الحرية :

لتكونوا انتم لاسواكم رمزا لهذا الوطن الحبيب، ستظل الاجيال مديونة لكم بكل وقفة وقفتموها في وجه اعداء الحياة…

الوطن يرسل لكم تحيته في كل حين ، وعصافير الصباح تقف لتحييكم ، والورود تستقي عبقها منكم ، والابطال بك يقتدون .
انتم الوطن لاسواكم ، وما عدا ذلك بقايا سراب خادع..

كل عام وانتم في نصرٌ يتبعه فخر ، وجهادٌ نتيجته استرداد ، وعطاء يضفي على فجر وطننا السناء ، وبذلٌ يبهرُ الفكر والعقل ، وعلى طريق الحرية لوطننا الغالي تتشابك الأيدي ونقترب اكثر من فجر الحرية الوضاح .

دمتم سالمين ..