الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٤ مساءً

عن دعوة صالح لملاحقة الإصلاحيين

محمود ياسين
الجمعة ، ٠٣ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٣١ مساءً
على مدى ثلاثة عقود من الحكم وخمس سنوات من السياسة ، يعد تصريح البارحة الذي اطلقه علي عبد الله صالح باستباحة الاصلاحيين ،هو التصريح الاكثر سوءا والابعد عن السياسة والدهاء وعن المكر وعن المسئولية
انه تصريح - عوضا عن افتقاره للحق- فهو يفتقر للأخلاق ، وهو يناقض كلما عرف عن صالح من مرونة الماكر وحذاقته كمزايا شخصية ، ومناقض ايضا لما يدعيه مؤخرا من تمثيل عملية احياء او تفعيل ما تبقى من فكرة الدولة العميقة .
هذا تصريح بحرب قرى بينما وقعت مدينتنا العاصمة في وظيفة اللا دولة وتعطلت شخصيتها السياسية تاركة للمدن في الوسط والاطراف ان تحترق بلا رجا.

لعل تواطؤ المزاج الصامت المراهن على حق الزعيم في تلك الانتقامات الشخصية الصغيرة بدخول غرف نوم وتعطيف مشايخ تجاسروا عليه وتفوهوا بالترهات ، لعلها قد اغوت الزعيم بالمضي في تتبع مزاجه الى مرحلة الانتقام الشامل من كل احد ومن كل شيئ ، وهم الذين اعتبروا تلك الانتقامات نوع من الترضية للعاقل الذي لا يزالون بحاجة اليه لإيقاف الامر عند حد معين بعد ان طابت نفسه.

دعوة لملاحقة كل اصلاحي ، الى قريته ، هذه دعوة معلنة لمهرجان دم ودفع بالعنف الى اقصى مرحلة في سيناريو الموت والخراب المتوقع.

لا أقول انها غلطة الشاطر ، لكنها عمى من لم يعد يرى ابعد من ضغينته ،وبكل معايير التقييم وبعد كل الذي فعلناه بانفسنا او فعلته انت ، بعد كل غلطاتنا الصغيرة واستراتيجياتك الكبيرة بثمنها الفادح او بما يرجوه البعض من مزاياها لاحقا ، اقول لك : هذا الذي اعلن دعوة البارحة ، ليس انت.

هذا ليس رئيسا سابقا ولا زعيم حزب ولا حتى قائد مليشيا مستحدثة.

انه رجل لم يعد يكترث لحياة احد ولا لبقاء حزب اسمه المؤتمر ولا يكترث حتى لسيطرة المركز وحاكميته البغيضة
بدعوة البارحة تخلى صالح عن صالح الزئبقي الماكر العنيف بدوافع ومكاسب محسوبة ولو لصالحه الشخصي ، تخلي اللعبة العنيفة للجنون وقد سئم مخاتلة الجميع منتقلا الى ذبحهم
انه العنف المختال الذي لا يجب ان يصغي اليه احد .