السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥١ صباحاً

هيلوكس غمارتين

أحمد غراب
الخميس ، ١٥ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠١:٤٩ صباحاً
حكومة "باسندوة" أشبه ما تكون بسيارة إسعاف، والشعب مغمى عليه محتاج يسعفوه بسرعة، علشان كذا قال باسندوه: "ادعوا لي، ولا تباركوا لي"؛ لأنه عارف أن الطريق كلها مطبات وحفر، وأعتقد - والله أعلم - أن فيها وزيراً أو وزيرين فوق السيارة كلما فتح الشعب عيونه وشافهم يرتفع له الضغط.

على اعتبار أن ما حدث كان "حادثة" ولم تكن "ثورة"، فكل طرف قسم حقائبه وفقاً لقاعدة "ثلثين وثلث"! أما الشباب فهم شرطي المرور طلع لهم أحواش المرور مع دفاتر المخالفات (المعارضة تعتبرهم النجدة أيضاً).

ضروري علشان "الحافلة" تمشي وما تهري بالركاب أن دول الخليج والدول المانحة "تدهف معانا"، خصوصاً وأن الشعب كله "متعلق" منذ ما يقارب السنة ولسان حاله "قصدنا من حكومة، المهم اسعفونا بسرعة".

في بلادنا الحكومات والسيارات وجهان لجولة واحدة:

الحكومات تتبدل بين اليسار واليمين تماماً مثل السيارات ممكن تقلبها سكان يمين أو سكان يسار، كنا في حكومة "خصوصي ـ مؤتمر"، وأصبحنا في حكومة "نقل ـ مجمرك" مقاعدها موزعة بين الأحزاب.

الوزارة كالسواقة مش ضروري التخصص كلاهما شعارهما "سوق وتعلم" وليس "تعلم وسوق"، الذي يتعلم السواقة وسط الخط كالذي يتعلم الوزارة فوق الكرسي، وإذا صدمت مش مشكلة، المهم أنك تتعلم.

كلاهما يواجهان مشكلة "المطبات" وأزمة المشتقات: بترول، ديزل...

في كلاهما الطريق مش مضمونة، ممكن يحصل قطاع مفاجئ أو هجوم مباغت أو حرب أو تصعيد غير متوقع، وطبعاً حكومة راكبة حافلة طابقين ما تقدرش تشق طريقها في ظل وجود متارس أو خنادق أو دبابات يعني لو سوبرمان نفسه بيحنب وما بيلاقي طريق.

السواق مشغل شريط المرحوم علي السمة:"يا قافلة عاد المراحل طوال..."، والشعب مشغل شريط:" امشي دلا" لنفس الفنان.

الحكومة الجديدة أشبه ما تكون "بالبنشر" والبلاد بحاجة إلى توظيب ومفاقدة، ما فيش بريك (أمن واستقرار) والاستبات مكسورة (طفي لصي) والماكينة مبوشة (تدهور الاقتصاد) .

ماكينات السيارات كالحقائب الوزارية؛ فيها الأصلي والمتوسط، ويصادف أن تجد ماكينة خردة، أو ماكينة قلاب مركبة على شاص (غير متناسقة)، وأحياناً تجد دباب مغفر عليه مخالفات وهارب من الونش.

"باسندوة" بعقليته ووطنيته وحكمته مصدر تفاؤل لنا جميعاً، لكن العمل الحكومي يظل جهداً جماعياً وظروفاً مواكبة، ويحتاج إلى تكامل وتناسق، وكل واحد يباصي الثاني، ولو مش مصدقين شوفوا ميسي كيف بيلعب مع برشلونة وكيف بيلعب مع الأرجنتين؟
" الوساع في القلوب ربك يوفقنا بس وبا نخرجكم إلى طريق".

اربطوا الحزام
ولا تنسوا دعاء السفر والصلاة على النبي.

تعريف الحكومة في اليمن (بحسب الأرشيف السابق):"هي سيارة اشتراها الشعب لمجموعة من المسؤولين لكي يطلبوا الله بها ويوفروا له المصروف، فلم يعطوه سوى ربع المحصول وعليه البترول وتغيير الزيت وتكاليف الحوادث وتسديد المخالفات، وزاد فساد المسؤولين حتى تحولت السيارة من نقل عام إلى خصوصي، واشتروا للشعب "موتر" وركبوه عليه وقالوا اشقى على نفسك، فدعا الشعب عليهم فتعرضت السيارة لحادث مروع ثم صلحوها وظهر مسؤولون آخرون وتقاسموها نصين".