الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣١ صباحاً

لا تنسوا أبداً !

عبد الله شروح
الثلاثاء ، ٠٢ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٥:١٣ مساءً
" ثلاثة أهداف خرجنا من أجلها :
1 _ إسقاط الجرعة الظالمة .
2_ إسقاط حكومة الفساد .
3 _ تطبيق مخرجات الحوار الوطني . " ،
في ظل هذا الصخب وتداخلات وضجيج الأحداث ينبغي أن لا ننسى أبداً هذه الأهداف التي رفعها الحوثيون كلافتة دعائية تضليلة لاحتواء أكبر كم من الغوغائيين وحشد أكبر قدر من التعاطف والقبول الداخلي .

إن الوعي يقاس بقدر تقلص مساحة السذاجة في العقل الجمعي ، وتراكم أكبر قدر ممكن من التجارب والدروس الماضوية ،
فالوعي ليس وليد لحظة طارئة ، بل عملية تراكمية مستمرة ، وليس بؤرة فجائية نصل إليها بقفزة حماسية وامضة ، بل واقع بطيء نحققه بتراكمات الصواب والخطأ برحلة حياتية جادة ومسؤولة .

ضمان " لقمة العيش " ستظل لافتة كل السياسيين ، ونقطة الإرتكاز الدعائية لكل الكيانات السياسية الطامحة للحكم في البلدان النامية ، حيث لا تزال حياة الشعوب فيها كفاحاً مسلحاً من أجل لقمة العيش وسدّ الرمق ! ،
لا تنسوا أبداً تلك اللافتة الدعائية بمنطلقاتها الشعبية الثلاثة ،
كما لا تنسوا أبداً ذلك التعامل الإنساني الراقي الذي انتهجه " ورعان " نقاط التفتيش الحوثية بُعَيد سيطرة الإنقلاب على مداخل العاصمة ،
لا تنسوا تلك الكلمات الودودة جداً :

_ أي خدمات يا أخي ?! .
_ العفو منكم أخرناكم ! .
_ توصلوا بالسلامة ، إن شاء الله ! .

لا تنسوا هذا الوجه الدعائي الذي تلقفكم به الإنقلاب في مهده ،
ثم انظروا كيف غدت الحرب على " الجرعة الظالمة " جرعات من الجوع القاتل والمجاعة المميتة ،
وكيف سقطت تلك التي كانوا يسمونها " حكومة الفساد " لينشؤوا بعدها حكومة بالكاد تعترف بنفسها ،
وكيف أن الإنقلاب أفصح عن نفسه كحركة مانعة لتطبيق مخرجات الحوار الوطني بشكل أساسي ! .

يا شعب " الأرَقّ قلوباً ، وألين أفئدةً " ، لا تنسوا أبداً كيف تم خداعكم بلافتات فياضة بالإحساس بكم وبمعاناتكم ، لتسقطوا فيما بعد بمستنقع " المشرفين " المفوضين من قبل " السيّد !" الذين لم يكتفوا بامتصاص دمائكم وأكل لحومكم ، فراحوا يلوكون عظامكم أيضاً بشَرَهٍ مقزز .

إن هذا الدرس كافٍ لتدركوا يا شعب الإيمان أن الشر لا يعرف بنفسه أنه شراً ، وهذا الأمر من الوضوح والبداهة ما يجعل مجرد العروج للإشارة إليه أمر مُخزٍ ومحرجٍ ! ،

ولا تتعاملوا مع السياسي كتعامل المنعمين بالجنة مع الملائكة في العالم المثالي ، ولا تجعلوا من أنفسكم ومستقبل بلادكم وأجيالكم لقمة سائغة للشياطين التي تدرك أنكم طالما كنتم طيبين .. حدّ السذاجة أحياناً !