الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٢ مساءً

ماذا بعد يا ( جريفييت ) ..؟!

طه العامري
الجمعة ، ٠٤ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ١٠:١٨ مساءً
( جريفييت ) وصل ..( جريفييت ) غادر ..( جريفييت ) صرح ..( جريفييت ) قال ..( جريفييت ) متفائل . !؟!
( جريفييت ) في صنعاء يقول كلام وفي ( الرياض ) يقول كلام ، وداخل أروقة مجلس الأمن يقول كلام ..الشعب اليمني يعيش وضع مأساوي سواء من يعيشوا تحت سلطة ما يسمى ب ( الشرعية ) التي لا ( شرعية ) لها ، سوا شرعية النهب بأسم الشعب ،او أولئك الذين يعيشون تحت سلطة( الأمر الواقع) الذين وأن كانوا ينعمون بالأمن والاستقرار غير إنهم يعانون من نقص في الخدمات ومن شضف العيش بحكم الحصار المفروض على سلطة الأمر الواقع والحقيقة إنه حصار ضد الشعب وليس ضد السلطة السياسية في صنعاء لأن الحصار أي حصار وضد أي بلد أو نظام سياسي لا يكون بحق النظام ولا تتأثر به الأنظمة بل يكون بحق الشعب كل الشعب ويدفع ثمنه الشعب شاهدنا هذا في العراق لسنوات وذهب ضحيته ملايين من أطفال وشيوخ العراق ، ونراه اليوم في إيران واليمن وفنزويلا وسورية وتابعناء حصار ليبيا في العقد الأخير من القرن المنصرم وما خلف من مآسي ذهب ضحيته اطفال ونساء وشيوخ لاذنب لهم ..والمدنيين غاليا يدفعون وحدهم ثمن أي حصار تفرضه الدول الكبرى ضد دول وشعوب تختلف معها وتتخذ من مجلس الأمن الدولي منصة لتركيع الشعوب لمجرد أن هذه الشعوب قالت ( لا ) لسياسة الهيمنة والتبعية والارتهان ..؟!!
وفق القانون الدولي الإنساني فأن سياسة حصار الشعوب يحرم ويجرم مرتكبيه ، إذ لا يوجد قانون دولي يبرر أو يسمح بحصار شعوب بأكملها الا في قانون الغطرسة الأمريكية - الصهيونية ، فقانون الأمم المتحدة ومجلس أمنها ونظامهما الداخلي يحرم مثل هذه الإجراءات ويجرم ويدين من يرتكب هذا الجرم الذي يدخل توصيفه وتعريفه ضمن جرائم حرب الإبادة الجماعية ، لكن واشنطن تتخذ من الحصار سلاحا لتركيع من يخالفها الرأي ومن لا يروق لها من الأنظمة ، وهي تعلم جيدا أنها تخالف بهذه الإجراءات كل القوانين والتشريعات الدولية ، ومع ذلك تمارسه لتركيع خصومها ومن يخالف سياستها ،وما يجري في اليمن من حصار يعد جريمة ربما تفوق بجرمها جريمة العدوان الغير مبرر والذي اتي تحت يافطة الدفاع عن ( الشرعية ) وهو تبرير زائف ومخادع وكاذب ومظلل للإرادة الوطنية والرأي العام اليمني والعربي والدولي والعدوان وبعد هذه السنوات اتضح أنه لم يأتي لنصرة ما يسمى ب ( الشرعية ) ولا من أجل استقرار اليمن الارض والإنسان أو كما قيل هدفه ( دحر الإنقلابيين ) بعد أن أثبتت مسارات الأحداث وتداعياتها أن من يوصفوا بالانقلابين هم أكثر ارتباطا بالشعب وأكثر تمثيلا له وأكثر وعيا بواجباتهم رغم العديد من الاختلالات التي تعيشها سلطة الأمر الواقع إلا أنها سلطة أثبتت وطنيتها ومسئوليتها ووفرت الأمن لملايين من أبناء الشعب الذين يعيشون في كنفها وتحت رعايتها بعكس أولئك الذين يعيشون في كنف ( شرعية ) مزعومة يعانون الأمرين من فلتان امني واستهتار بحياة الناس والسكينة والقوانين والتشريعات التي يفترض أنهم يدافعون عنها كما يزعمون سواء تعلق الأمر برموز الشرعية أو بدول العدوان التي جاءت لنصرة الشرعية فكلاهما يعملون ضد أمن واستقرار الوطن والمواطن ..؟!
يحدث هذا فيما اخبار المبعوث الدولي اتخذت كمسكنات لتخدير الرأي العام اليمني هناء وهناك وتصبيره ليتحمل المزيد من المأسي المتعددة الأوجه والمخرجات فيما نزيف الدم اليمني يتواصل ودول العدوان تنهب مقدراتها وتنظيف خزائنها لصالح واشنطن ولندن ولطوابير المرتزقة الذين استعانت بهم دول العدوان التي لن تحصد من عدوانها ضد اليمن غير الخزي والعار والهزائم العسكرية والسياسية والأخلاقية والحضارية وستخسر مواردها المالية التي كان الأجدر بها أن تنفقها لصالح شعوبها بدلا من اهدارها بهذه الطريقة وفي النهاية لن تحقق دول العدوان مكسبا يذكر مهما حاولت أو توهمت إمكانية نجاحها .!!
أن ( جريفييت ) يلعب لعبة قذرة ، لعبة يسعى من خلالها لإيصال الجميع للمشروع البريطاني القديم والمتجدد الذي بلورته لندن عام 1955م وفشلت في تطبيقه بل قامت ثورة ضدها واسقطت مشروعها واحلامها ، وصبرت على ذلك حتى العام 1994م حين بدت لندن تعيد الحياة لمخططها القديم ولكنها فشلت في تلك الفترة فانتظرت لتطل علينا من خلال ما أطلق عليه بالربيع العربي ومن خلال الأزمة اليمنية وغياب الرؤية الوطنية الشاملة والعادلة برزا المشروع البريطاني في حقيبة ( جريفييت ) على أمل الانتصار هذه المرة لما سبق أن فشلت به لندن قبل سبعة عقود وأكثر ، ومع ذلك انا على ثقة بفشل مشروع لندن واشنطن رغم كل المؤشرات الإيجابية الدالة على تفوق هذا المشروع من خلال المخرجات السفسطائية الميدانية وجيوب الارتزاف التي ستتحول يوما كوبال على بريطانيا وأدواتها المحلية على غرار العلاقة التي انتهت بين واشنطن ومن كان تصفهم ( بالمقاتلين من أجل الحرية ) والذين أصبحوا لاحقا ) إرهابيين ) تلاحقهم أجهزة واشنطن في كل أصقاع المعمورة ..؟!