الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٠ صباحاً

نار قربك يا بلادي .. نار و الله .. نار !!

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ٢١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
ضاقت علينا الأرض بما رحبت خلال الثلاثون سنة الماضية جراء نار الفقر ولهيب المرض الذي ضل يحيط بنا من كل الجوانب وفي كل مكان في الخارطة الجغرافية اليمنية ، فأينما وطأت أقدامنا في أرض اليمن نرى بصمات الفقر قاترةً في وجوه الناس موشومة في أجسادهم منذ عشرات السنين ، حالنا هذا لإترجع أسبابه الى التراب اليمني ..كلا ، إنما تعود أسبابه الى احتلال الأرض اليمنية من الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، من الذين لا يمدون للإنسانية بصلة ، عباد الدنيا ومتاعها غير آبهين مما يجري للوطن من محن ، قاتلهم الله أنى يعقلون .

لقد بلغت حجم المأساة التي أصابت الانسان اليمني مبلغاً لا يمكن تحمله ، فقر وجوع ومرض وموت يتم إيصاله للبيوت ، فلاداعي للذهاب الى أماكن القتل وساحات الجحيم ، فخدمة قبض الأرواح متوفرة يتم إيصالها الى المنازل ، والخوف موزع في الأزقة والشوارع وتحت أوراق الشجر ، وفي المرتفعات الجبلية ، والسهول والوديان ، والهضاب والتلال ، هكذا وصلت الحالة في الجمهورية اليمنية ، نتيجة حكم الامامة الصالحية ، وعلامات الخوف لاحقاً ظهرت بين الناس بشكل لا يمكن تصوره ، خوف من الفقر وخوف من المرض وخوف من الموت الذي لا يراعى فيه كبير ولا صغير طفل أو شيخ رجل أو امرأة .

هذا هو حال( الشقيّة ) السعيدة اليمن ، هلك فيها الحرث والنسل ، وأصبحت أرض لبراكين الفقر والمرض والفوضى والعبثية ، وتغلغل فيها الفساد ، فساد في الأخلاق وفساد في الأرزاق ، ثلة قليلة من الشعب اليمني ، ظهروا من أرض جدب نكد الزرع ، الى أرض طيبة زاخرة في الزرع و الثمار ، فقطفوا ثمارنا الطيبة لترتع منها أجسادهم الخبيثة ، وقطفوا ثمار الحرية لينشروا الاستبداد والظلم ، وقطفوا ثمار العدالة والمساواة ليحيزوا على كراسي الظلم والكبرياء ، قتلوا فينا الأمل وقطعوا عنا العمل ، فلا بارك الله لهم في ما أوتو من قوة ومال وسلطان ، فحسبنا الله القادر عل نشر الحق ليزهق به الباطل وينشر العدل ليهلك به الظلم ، هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير .