الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٨ مساءً

الكتابة في بلاد الجائعين !!

طارق السكري
الاربعاء ، ٢١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
الكتابةُ الملل !!

(1)
يابحر قد ملّ الصراع من الصراعِ
ملّ اليراعُ ..سقطتُ من أعلى يراعي
فقدتُ في هذا الغمامِ الأبيضِ الحلوِ ذراعي
لم أنتبه !!
ضربَ الصقيعُ .. أضلّ عن عمدٍ شراعي .

(2)
يابحر قد مل الصراع من الصراعِ
ولقد فقدتُ الماء في خطبي وطبعي وانطباعي
ولقد فقدتُ النار في جُمَلي ورجعي وارتجاعي
أين الحشائشُ في ربى الكلمات ترقص في سماعي ؟!
أين احتلامُ الوردِ مابين السطورِ
يذوبُ في قلب المنى حجر الوداعِ ؟!
أين انسكابات الربيعِ وأين صوتُ الفاتناتِ هنا على هذي البقاعِ ؟!
أين ارتماءاتُ الظلالِ على بساتين المدادِ هنا على هذي الرقاعِ ؟!

(3)
يا بحرُ !!
يابحرُ أين الموجُ يهدرُ في جنوني ؟!
أين اشتياقي للغدِ المحزونِ يركض في ظنوني ؟!
أين الشفاهُ الذابلاتُ على الشفاه المائلاتِ إلى الغصونِ ؟
أين الحمامُ البيضُ يسكب في ابتسامات الصبايا من لحوني ؟!
يابحر ضاع الفجرُ .. ضاع النايُ في الغاب الحزينِ من الشجونِ
ماذا أريد من الكتابةِ ؟!
سيدي دعني فقد مات السلاطينُ وطاحت ريشتي واستسلمت ليلى إلى الشخص الخؤونِ .

(4)
ماذا أريد من الكتابةِ ماؤها ملحٌ ويبدو البرقُ فيها خُلّباً ..
والفجرُ فيها ثعلبٌ يبغي خداعي ؟!
ماذا أريد من المدادِ ؟!
مِدَادُنا ألف الجمودَ , وسيرُنا في الخط قد ألف الضياعِ ؟!
ماذا أريد من اليراعِ؟!
تقرّحت مني الأناملُ وانطفى مني الخيالُ وتاه عن عيني التماعي ؟ّ!
دعني إذن !
ملّ السُّرى بيدَ القراطيسِ
وهذا الخبطُ في ليلِ العفاريتِ
ونارُ الحرفِ من زيت القناعِ !!

(5)
يابحرُ قد ملَّ الصراعُ من الصراعِ
: ( طلُّ الشواجبِ ) مثلما قال المغني ذاب في وهج اغترابي
:(أرضُ بلقيسَ) التي يحكون عنها ناب عنها ماتراه من الخراب
الجهل ينكت في العقول
والجدب يأكل في الحقول
والناس في حرب وصوت الحب منطفئ خجول
ماذا أقول ؟ هلكت من طول الغياب
: قم على شمسان واهتف بالضحى
حطم زجاجات الهوان فلا رضى
يابحر دعني
يابحر دعني لم تعد أرض السدود كما تقول
الورد فيها مجرم
والماء فيها علقم
والليل فيها غاصب
والفجر فيها ماسك رأسي يتمتم في ذهول
ماذا أقول ؟
نزعت عن قلبي طباعي
نسفتُ عن حبري شعاعي
سكنتُ في نفسي فماجدوى عذابي
يابحرُ قد ملَّ الصراعُ من الصراعِ