الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٣ صباحاً

لعل هناك أجوبة !

أحمد مصطفى الغر
الاربعاء ، ٢١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
■ أعلن أوباما إنتهاء الحرب رسمياً فى العراق و رحل أخر جندى أمريكى عن أرض الرافدين ، لكن ألم يحن الوقت للأجابة عن أسئلة قديمة بلا أجوبة حتى ألان ، منها مثلا : أين أسلحة الدمار الشامل التى كان يمتلكها صدام ؟ أين الأمن الذى حظى به العراقيين ؟ ، أين عائدات بيع النفط العراقى لسنوات ؟ ، من نهب الأثار العراقية ؟ ، ومن شرد الملايين من أبناء الشعب العراقى و قتل و أصاب منهم الالاف ؟ ، ومستقبلاً .. هل ستدع أمريكا العراق و شأنه أم ان انسحابها شكلياً فقط و ستبقى براثنها تعبث بالعراق ؟!

■ دخل الامريكان العراق رافعين فى حينها شعار الخلاص للشعب العراقى من الاستبداد ، وانهم يحملون معهم الحرية و الأمن و الديموقراطية ، لكن فى الواقع كانوا يحملون الذل والاستعمار .. بل ان احتلالهم للعراق ساعد فى تكوين بؤر للقاعدة على أرض العراق !

■ أتمنى أن تقوم الحكومات العراقية اللاحقة بتوثيق فترة الغزو الامريكى لبلدهم ، لكشف الحقيقة للشعوب و للتاريخ ، لعل ذلك يسهم ولو بقدر بسيط فى كشف الوجه الحقيقى للولايات المتحدة ! ، وعليهم أيضا ألا يتركوا مخالفات كثيرة دون حساب .. لعل أشهرها سجن أبوغريب !

■ متنقلاً بين برامج التوك شو على الفضائيات ، لاحظت أن ضيوف الأمس على هذه القناة هم أنفسهم ضيوف اليوم على قناة أخرى ، و فى الغد سنجدهم ضيوف على قناة ثالثة ! ، نفس الأسئلة و نفس الاجابات و الفرق هو تغيير المذيع و اسم البرنامج والقناة ، وكان هؤلاء الضيوف يعملون فى "مناوبات" على تلك البرامج !

■ على الفضائيات العربية ينتشر مؤخراً الكثير من الاعلانات عن لاصقة تخلص من كل أمراضك ، و مشروب يعيطك الحصانة ضد أى مرض أو عدوى ، و أقراص تخلص من كل مشاكلك الصحية .. وغيرها من المستخلصات العشبية ذات المفعول السحرى التى لم يستطع العلماء على مدار سنوات أن يتوصلوا إليها ! ، و الأغرب أن تجد نفس الاعلان على أكثر من قناة فى نفس الوقت ، فهل حقاً قد توصلنا إلى ما نضعه على أقدامنا كى يشفى كل أمراضنا ؟ ، فقط أتسأل : فى ظل غياب رقابة الحكومات .. هل يمكن لأصحاب الفضائيات أن يتقوا الله فى المشاهدين ولا يشاركوا فى تسويق النصب ؟!

■ مصر ليست مجتمع مغلق أو معزول عن العالم ، لذا أرجو كل مسئول أو متحدث رسمى أن يعى جيداً ما يقوله و يتفوه به لوسائل الاعلام المختلفة ، أتمنى أن تنتهى فترة التخوين والتخويف ونتفرغ للبناء و الاصلاح ، لقد إعتقدت أن سقوط النظام البائد يعنى نهاية عصر التصريحات الوردية .. مرحلة الأقوال لا الأفعال ، لكن يبدو أنى كنت مخطئاً طالما بقي كل متحدث رسمى يدلى بتصريحات دون أفعال يستند إليها ويراها الناس !

■ كلما هدئت الأمور فى مصر و باتت فى طريقها نحو الاستقرار نجد من يأتى لينغص علينا ذاك الهدوء ، يجب البحث عن أسباب المشاكل قبل أن تتفاقم و فى المقابل يجب توعية كل متظاهر أو معتصم أو صاحب مطلب بأن إحراق مبانى الدولة يضيع هيبتها و يضشوه صورة الثورة ، فإن لم يتعظ فلا سبيل سوى إتخاذ الاجراءات الحازمة بحق كل خارج عن النظام !

■ الفنانون يقومون بأعمال خيرية كثيرة ! ، هذا جيد و أتمنى الاستمرار، لكن فى نفس الوقت أتمنى منهم أن يقوموا بالتوازى مع ذلك بتقديم رسالة فنية هادفة والابتعاد عن العرى والألفاظ الخارجة و القصص التى تثير الغرائز .. فهذه أعمال خيرية أيضاً ، لأن عدم فعل ذلك يجعلكم كتاجر المخدرات الذى يوزع بضاعته على الناس والى جانبها يقوم ببناء مصحة لعلاج الادمان!