الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٦ مساءً

تديين السياسة لا تسييس الدين ...

طارق الجعدي
الاربعاء ، ٢١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
مع وجود الصراع الفكري في العالم العربي تتجلى الحاجة اكثر الى عقول مستنيرة لادارة هذا الصراع خاصة وتدني الحالة التي وصلت اليها شعوب المنطقة العربية في مجالات الفكر والتحديث لا تخفى على احد بما يخلق بيئة خصبة للاستقطاب السياسي والفكري والتيارات الفكرية التي تسعى الى اسلمة الحياة العامة اصبحت كثيرة وفي تطور مستمر بما لا يتيح للمواطن العربي البسيط حصر تلك الافكار فضلا عن التعرف على برامجها وهنا نكون باشد الحاجة الى تشجيع الفريق الذي يسعى الى تديين السياسة ...

والمقصود بتديين السياسة هو منحها اطارا اخلاقيا ممكنا على غرار ما ذهب اليه فلاسفة سياسيون مسلمون اقدمون امثال ابن خلدون وغيره .. ددون استغلال الدين في الممارسات السياسية ما يضر بجلاليته وقدسيته ويشكل تلاعبا بعقول الجماهير المتدينه بطبعها ..

ان تديين السياسة يبدو امرا مقبولا اذ ان وضع اطار قيمي واخلاقي ينبع من الدين أو حتى من التقاليد والاعراف السائدة من اجل تهذيب حركة السياسة وابعادها من التوسل بالتلاعب والمخاتلة والخديعة كان وما يزال مطلبا تجاهد الفلسفة السياسية لبلوغه اما تسييس الدين فيجب رفضه على الاطلاق فاضفاء صفة الدين على ممارسات سياسية يضر بالدين والسياسة معا لانه ينتج في نهاية المطاف الوانا ساسية متعدده من التلاعب الملفوظ بمصالح الناس وعقولهم وتاويلات دينية ملفقة تضر بفقه الواقع لانها تقدم مصالح فئة معينة على انها رؤية الدين الوحيده التي تنطوي على مطلق كما نرى ذلك في النموذج الايراني الذي اضر بمصلحة المواطن من حيث لا يعرف وباسم الدين تفتح امامه عدة اقطاب للصراع المؤدي في النهاية الى الاضرار بمصلحة الوطن والمواطن ...

ليس معنى هذا تاييد مقولة تحريم السياسة وتحريم الانتخابات فمن يقول ذلك مثله كمن يقول بمبدا فصل الدين عن السياسة على غرار مقولة (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) وانما السعي الى اسلمة الواقع الساسي بما يخدم مصلحة المواطن ولا يتعارض مع الدين الحنيف فالمصلحة القطعية تقدم على النص الظني كما في اولويات فقه الواقع ...

واكون مصيبا حين اتفاءل بوجود تحديث ومحدثين للفقه الساسي سواء على المستوى الشخصي كالقرضاوي أو على مستوى الاحزاب كحزب النهضة التونسي وحزب الحرية والعدالة التركي حيث ازدهرت هذه الاحزاب مؤخرا واثبتت جدارتها في القيادة وبداا المواطن العربي يثق بما تقدمه من برامج ..

ما نتمناه في اليمن هو ان تسعى النخب السياسية الاسلامية الى تقديم نموذج واضح للمواطن اليمني بعيدا عن المزايدة واستغلاله كوسيلة لبلوغ الاهداف تحت مسمى الدين والتدين وعليهم ان ياخذو بمنهجية ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) وتقديم مصلحة الوطن والمواطن على مصلحة الحزب والفرد ..

وعلى الشباب اليمني ان يرفض سيده القديم وتقبيل كفه المقدس وكما ثار الشباب قديما على طغيان السياسة هو قادر ان يثور ايضا على طغيان الدين .....