السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٤ صباحاً

الخيـشني : استراتيجة التغيير الإصلاحي بين الكف والمد

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - صبـاح الخيشــني

قرأت العديد من المقالات حول مؤتمر الإصلاح الرابع.. وبخاصة المقالات التي ركزت على إيجابية المؤتمر والنتائج المثمرة التي خرج بها، وأن التغيير كان قويا ومتغلغلا في تكوينات الإصلاح..
وأيَّ كانت هذه التحليلات التي خرجت من قاعة المؤتمر وفعالياته المختلفة التي بالتأكيد ألهبت حماس الحاضرين وخاطبت عواطفهم واقتنعت بها عقولهم، فإني كنت أرغب كغيري من منتسبي الإصلاح في تغيير كبير في قمة الهرم الإصلاحي، ترجمة لحملة التغيير الكبيرة التي قادها الإصلاح تحت اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية والمحلية المنصرمة 2006.
وما عملية التدوير التي حصلت في مناصب الهئية العليا إلا تكريسا للواقع الذي رفضه الإصلاح في حملته التغييرية ..

الأعزاء في التجمع تغيير القيادات " الشيخ الأحمر والأستاذ اليدومي " ليس معناه الإجحاف بحقهما في البذل والعطاء ولكن معناه أن لنا حسابات أخرى بعيدا عن القاعدة التي نسوقها للمجتمع تحت مبررات كثيرة.. القول شيء وأن نفعله نحن شيء آخر.

أما نقطة ثقل الشيخ الأحمر وتأثيره القبلي فلا يمكن إغفالها بأي حال، ولكن ليس هذا كافيا بأي حال لإعادة نغمة المؤتمر الشعبي العام" مالها إلا علي" بل كان الأفضل أن تنتقل رئاسة الحزب لشخص آخر وفي حياة الشيخ الأحمر ليكون شاهدا على تغيير كبير يرعاه هو بنفسه ويحميه لهدف أكبر وهو تثبيت القواعد المؤسسية في الحزب، عوضا عن اعتباره بهذا الإعادة أكبر حزب قبلي..
وكذلك الحال بالنسبة للأستاذ اليدومي، فتغيير السياسات مرهون بتغيير الأشخاص وأثبتت الأيام ذلك ..
كنت أود وخطابي هادئ جدا بعد هذه فترة من الإحباط وخيبة الأمل لنتائج المؤتمر أن يثمر تغييرا قياديا ولو أخفقنا قليلا ولكن سنتعلم كيف ننهض ونكون أقوى، بدلا من تغيير مادة في اللائحة على غرار تغيير مادة في دستور سوريا أو مصر أو اليمن لتمديد فترة الولاية أو تغيير سن الرئيس ليكون ملائما.
الحياة مواجهة وإذا لم نتعلم كيف نواجه في ظل قناعاتنا بالتغيير فلن نصل إلا زحفا لما نريد.
ربما أكون محايدة مع الأقلام التي تحدثت عن أن هذه سياسة خاصة بالتجمع وكياناته، ولكن في حالة واحدة إذا لم نكن حزبا بقاعدة جماهيرية هي رأس المال الذي نتحرك به وفي إطاره ومن خلاله، وهذه السياسة هي أيضا ستنعكس عليه في خطابنا القادم له في الانتخابات البرلمانية القادمة.
ولا أعتقد أن حملة الأقلام المضادة من قبل الإصلاحيين لتبرير ضعف التغيير الذي مر في المؤتمر هي محاولة لإقناع الآخر بقدر ما هي حجج ومبررات للصف الإصلاحي.
فقط أريد أحدا من القيادات أن يتولى النزول للناس، الجمهور العام الذي خاطبناه كثيرا عن أهمية تغيير الرئيس ليتغير الوطن وأهمية تغيير السياسة القائمة ليتغير النهج و..و.. كثيرٌ ما قلناه للناس كنا على يقين بأننا أول من سيقوم به بدءاً بقياداتنا وانتهاءً بخلايانا وكياناتنا الصغيرة .. بل أقوى من ذلك جاءت التصريحات من القيادات والرؤوس الكبيرة أن المؤتمر الرابع هو مؤتمر التغيير- على وزن شعار الحملة الرئاسية لابن شملان- في حياة الحزب المعارض الأول على مستوى اليمن وربما الأقوى في سياسته وتوجهه .. وأن كل شيء قابل لأن يتحول ويتبدل نحو الأحسن والأفضل، وسيصبح التجمع أول حزب مؤسسي.. ثم بدأت التناقضات قبل المؤتمر بقليل، تصريحات خجولة بأن الإصلاح قد يجدد لقياداته التاريخية بناءً على الظروف المحيطة وهي دائما وستظل محيطة.. كما هو حال الوطن منصوب دائما.
فنحن أول الناس الذين لم يقدروا جيدا منهج التغيير الذي أصمينا به أذان الناس، ولم نضع ثقلا للجماهير التي راودناها كثيرا وتعاطفت معنا حينا وخذلتنا حينا آخر.. ويظل الحال كما هو الوطن العربي لكل رئيس دولة ولكل زعيم قبيلة وحزب.. ولكلٍّ مبررات وقناعات يغيرها من أجل الظروف ولتستمر الظروف..