الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٩ مساءً

حقـــــائق تؤلمنــــا

محمد الحميدي
الجمعة ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
أفرز المخاض العسير الذي مرة به الثورة في اليمن منذ انطلاقتها وحتى ألان عدد من الحقائق المؤلمة التي يجب علينا مواجهتها وتصحيحها قبل استفحالها وتحولها إلى واقع نجبر على تحمل تبعاته والقيام بثورات أو انقلابات لاحقه لتصحيح مسارها كما هي عادتنا بعد كل ثوره حيث نفذ في الجنوب بعد الاستقلال حركة 22يونيو1968م وفي الشمال حركة 5نوفمبر 1968م بعد صراع دام قرابة ستة أعوام تلتهما العديد من الانقلابات لتحقيق مصالح فئة أو جماعه أو حزب أو نخبه.

الحقيقة الأولى:- أن المبادرة الخليجية واليتها التي صاغها صالح بأيادي خارجية لا تكتسب أي مشروعيه دستوريه أو ثوريه أو شعبيه ويجب إسقاطها إضافة" إلى كونها لم تكن استجابة للفعل الثوري للثورة بقدر ماكانت استجابة للفعل السياسي للمعارضة التي جيرة الثورة لصالحها وعلقت الدستور لتحقيق مصالحها الحزبية ألضيقه على حساب الثورة والمصلحة الوطنية للوطن فتركت القيم والمبادئ وتخلت عن الثورة والثوار وزحفها إلى الغرف المغلقة وقبلت بتقاسم السلطة مع النظام ومواجهة التحدي حسب مقولة صالح.

الحقيقة الثانية:- إن الحراك السلمي في الجنوب ليس رائد الثورة السلمية في اليمن فحسب بل وكل ثورات الربيع العربي في المنطقة وبالتالي فأن أي تجاهل أو تهميش لثورته خلال المرحلة ألراهنه أو التراجع عن تحقيق مطالبه لنيل حريته وتقرير مصيره بما يرضي كل أبناء الجنوب في المرحلة اللاحقة دون فرض أي وصاية أو تدخل سيكون انتصارا" منتقصا" وانتكاسه ثوريه ستغير من مجرى الصراع القائم ومفهومه فبدل إن كان صراع الجنوب مع النظام سيصبح صراعه مع الشمال ككيان.

الحقيقة الثالثة:- بعد إن مضت المعارضة في تنفيذ المبادرة خلافا" للاراده الثورية والشعبية يجب أعادة صياغة أهداف الثورة وإطراف صراعها واعتبار أحزاب المعارضة بصفتها المعنوية وقياداتها السياسية المشاركة في الحكم جزء لا يتجزءا من النظام الذي يجب إسقاطه باستثناء قواعدها وأنصارها كأشخاص.


كما يجب الدخول في حوار حقيقي وبناء مع كل من الحراك الجنوبي والحوثيين وأنصار الشريعة لإشراكهم في العملية الثورية الجارية وحل كل الخلافات والتناقضات السياسية والمذهبية بينهم لضمان تحقيق النصر الكامل مالم فأن الثورة لن تنجح حتى ولو سقط النظام و أعوانه في حكومة الوفاق وستواجه الثورة ثورات مضادة تثنيها عن استكمال مراحل انتصارها وسيشكل الأمن والاستقرار وتدهور الوضع ألاقتصاديه والمعيشية للسكان التحدي الأكبر لها.

الحقيقة الثالثة:- غياب الدور الايجابي لمجلس النواب أضاع فرص كثيرة لحقن الدماء وإيقاف نزيف الوطن وتحقيق تسويه سياسيه ممكنه رغم انتهاء شرعيته الدستورية لا نه المؤسسة الدستورية الوحيدة التي يمكن إن تكون محل إجماع وطني بين مختلف القوى السياسية في الساحة لتحقيق انتقال حقيقي للسلطة مبنية على المصلحة الوطنية وليس الحزبية إذا ما تخللى أعضائه عن مصالحهم السياسية و نبذوا ولائتهم الحزبية وغلبوا الصالح العام وتحملوا مسؤولية تسيير شؤون سلطات ألدوله في المرحلة الانتقالية بتوافق شعبي وليس حزبي وتعهدوا على العمل بالدستور والولاء لله والوطن والمواطن لتحقيق إرادة الشعب الجماعية أو أنهم ثاروا لناخبيهم على طريقة أعضاء البرلمان البريطاني بقيادة اوليفر كروم ويل في ثورة 1641-1658م الذي نصروا فيها الجمهورية واسقطوا الملكية ممثله بالملك تشارلز الأول على مقصلة الإعدام فأثبتوا بذالك أن الحكام يتألمون ويتنفسون مثلنا ودمائهم مثل دمائنا وليست زرقاء كما كانوا يضنون0

الحقيقة الرابعة:- أن الفريق الركن/ عبد ربه منصور هادي ليس مخلص المسيحيين ولا مهدي المسلمين أو منقذ اليمنيين لكي يحظى بهذه المكرمة ويصبح مرشحا" وحيدا" أوحدا" لرئاسة الفترة الانتقالية لانتقال السلطة سلميا" نظرا" لمخالفة الإجراء للدستور ولكونه مرشح إجماع حزبي وليس إجماع شعبي بالاضافه إلى إن هادي جزء من منظومة النظام وبالتالي فأن ذالك لن يحقق ألغاية التي رشح لأجلها كون الانتقال سيكون في إطار الجسد الواحد أي بمعنى أخر ستنقل السطه من اليد اليسار للنظام التي يمثلها صالح إلى اليمين التي يمثلها هادي مع الأخذ بالأسباب التالية؛-
1-الإجراءات الحالية للانتخابات غير دستوريه لأمن حيث الترشيح ولا المنافسة أو ألمده الرئاسية الأمر الذي يجعلها باطله قبل إن تراء النور.

2- هادي شريك شرعي للنظام على مدى ما يقارب 20عام بل وارتكب الكثير من الفساد وجرائم القتل والاباده الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان في كل من أرحب وتعز وصنعاء وأبين وعدن خلال غياب صالح في السعودية مابين (3يونيو-18سبتمبر2011م) ومنذ انتقال السلطة إليه في 23نوفمبر وحتى ألان سقط خلالها الإلف من الضحايا بالاضافه إلى إشرافه المباشر على قمع المسيرات المدنية التي قامت خلال تواجده في شهر فبراير ومارس وابريل 2011م في عدن فكيف يكون رئيسئا" للجمهورية؟

4- شارك هادي في جريمة الحرب والعدوان على الجنوب عندما كان وزيرا" للدفاع عام 1994م وارتكبت قواته الكثير من الجرائم التي عمقت مشاعر الحقد والكراهية بين اليمنيين وقضت على الوحدة الطوعية.

5-الثورة قامت ضد النظام كمنظومة متكاملة ارتكبت الفساد والاستبداد و القتل وانتهاك الحقوق وليس ضد شخص أو فئة أو جماعه أو احزاب.

6- إذا كان صالح يمثل المسئول الأول في مركز القرار فهادي المسئول الثاني وإذا كنى نوجه لصالح لسنيا" وليس قانونيا" تهمة ارتكاب تلك الجرائم نيابة عن النظام فهادي مدان بجرائم الخيانة والإرهاب والتخريب و صدر بحقه حكما" بإلاعدام وسجن مدته 30عام برقم (3 لعام 1986م ) من المحكمة العليا في عدن بتاريخ 12/ديسمبر/1987م وهي جرائم لا تسقط حقوق أولياء الدم الذي فقدوا أحبتهم وإخوانهم وأقاربهم وإبائهم دون قبولهم بأي تعويض مادي حتى ولو منح العفو العام.

وإذا كان هكذا مصير هذه الجرائم الجنائية وليس السياسية في البلدان المتخلفة بغض النظر عن عقيدتها الاسلاميه فلماذا ندعوا إلى محاكمة صالح ويمكننى إن نوفر على انفسنى وعلى أقارب الضحايا إي معاناة من ألان؟ أم إن الدماء التي أهدرها هادي في الجنوب مستباحة ؟ والتي استباحها صالح في الشمال محرمه؟ وإذا كان الأمر كذالك فأننا لانراء مبررا" لاستمرار الثورة وتقديم المزيد من الضحايا لكي نستبدل مجرما" بأخر؟ فمن وجهة نظري لأفرق بين صالح وهادي فكلاهما شركاء فيما وصلنا إليه اليوم جنوبا" أو شمالا" وكلاهما سبب بؤسنا ومعاناتنا وليس من المنصف إن نرفع احدهم إلى درجة الملاك ونسقط الأخر إلى مرتبة الشيطان.