الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤١ صباحاً

شكراً للأشقاء

د . محمد حسين النظاري
الجمعة ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
· من أجل أن يظل اليمن سعيداً ومشاركاً في الحضارة العالمية كما شارك في الماضي سنظل ندعم جهود التنمية في اليمن، كلمات جميلة ومعبرة صدرت عن سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية عقب اختتام الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي الذي عقد خلال يومي 19 ـ 20 ديسمبر الجاري، وهي كلمات صادقة تختزل المكانة الكبيرة التي تحتلها اليمن في قلوب أشقائها، وتقديرهم لمشاركة بلادنا في صنع الحضارة العالمية على ممر التاريخ.

· ستظل الجمهورية اليمنية تنظر بإكبار وإعزاز للمواقف الكبيرة التي جسدها قادة دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومن نافل القول أنه لولا دعم الأشقاء وتبنيهم للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لما تحقق لها النجاح ولما استطاعت أن ترى النور، ولما بدأنا نلمس الخروج من النفق المظلم، حرصاً منهم على وحدة وأمن واستقرار اليمن، ولما فيه أمن واستقرار المنطقة والعالم.

· إن إشادة قادة دول الخليج بتوقيع المبادرة في الرياض الشهر المنصرم، وترحيبهم بتشكيل حكومة الوفاق الوطني، ودعوتهم لكافة الأطراف في اليمن إلى تطبيقها بكل صدق وأمانة ككل لا يتجزأ، وكمنظومة متكاملة بما يحفظ لبلادنا وحدتها وأمنها واستقرارها ويحقق تطلعات كافة أبناء الشعب اليمني، كل ذلك دليل قاطع أن الأشقاء عاقدون العزم على الإشراف الفعلي والمتابعة الحثيثة لتنفيذ بنود الاتفاق، وردع كل من تسول له نفسه النكوص عنها أو الإخلال بها، أو بتنفيذ بعض البنود والتهرب من البنود الأخرى

· لقد أدرك الأشقاء مكمن الداء وشخصا الدواء، فالمعضلة التي تعيشها بلادنا هي اقتصادية بالمقام الأول وإن طغى عليها الشق السياسي، ولهذا فقد أكد قادة المجلس على دعم مسيرة التنمية في بلادنا، وتعزيز أطر التعاون بين دولهم والجمهورية اليمنية، وشددوا على اندماج الاقتصاد اليمني في الاقتصاد الخليجي، وأكدوا تقديمهم مساعدتهم لليمن، ووقوفهم إلى جانبه وصولاً لإنهاء المحنة التي أصابته، وأن دعمهم سيتواصل طيلة الفترة الانتقالية إلى أن تستقر الأمور، وهذا ما يرجوه كافة أبناء الشعب اليمني من إخوتهم، بالمقابل فإن علينا أن نُريَ أشقاءنا سرعة تعافينا واندماجنا في إعادة أعمار ما خربته الأزمة، والعمل برح الفريق الواحد.

· ليس المهم أن ندخل مجلس التعاون الخليجي، بقدر أن يُدمجنا الأشقاء في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لأن اليمن تحتاج إلى الدعم والتأهيل خاصة في الكادر البشري المؤهل على العمل نحو السوق الخليجية، وخلق بيئة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال الخليجية منها على وجه الخصوص، لأن رأس المال يحتاج إلى مناخ مستقر، فإن الكرة اليوم في ملعبنا من اجل تهيئة الأجواء لاستقطاب المشاريع، وكلما استعدنا عافيتنا لاسيما المتعلقة بالجوانب الأمنية كلما انخرط الآخرون في إقامة المشاريع.

· ولأن الجوع كافر كما يقولون فقد حذرت صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها يوم السبت الماضي من تفشي ظاهرة الفقر وهو ما يزيد الأوضاع مأساوية في اليمن وقد يحولها إلى "صومال أخرى" (لا قدر الله) تهدد أمن وسلامة المنطقة بأسرها. وقالت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم السبت: "من العار أن يأتي تقرير منظمتين إنسانيتين "أوكسفام" و "الإغاثة الإسلامية" ليعكس صورة الفقر في اليمن الذي تعدى رقم 75 في المائة بجوار بلدان عربية خليجية غنية وعالم آخر يدلل كلابه أكثر من البشر".

وواصلت الصحيفة تحليلها لوضعنا وأشارت الصحيفة إلى أن اليمن دخل مدار العواصف منذ زمن بعيد، مشيرة إلى أن حقيقة الفقر قديمة مقابل شح في الإمكانات وتزايد سكاني كبير واضطرابات نشأت لهذه الأسباب، وهي واجبات على حد قول الصحيفة السعودية ولابد من الإسراع بها لأن أي تراخ في إنقاذ جوعى اليمن إحراج للدول المجاورة"، وكما قال الأخ نائب رئيس الجمهورية المناضل عبد ربه منصور هادي قبل أسابيع: نخاف من ثورة الجياع.

· إن تعافى الاقتصاد اليمن مرهون بمدى وصول المساعدات الخليجية إلى خزينة الدولة ثم تصريفها وفق ما جاءت من اجله، لا أن تذهب تلك الهبات والمساعدات إلى أعضاء السلطة أو المعارضة أو لرؤساء القبائل أو للموالين لكل طرف، وهذه هي المشكلة الحقيقية التي يجب أن يعيها أشقاؤنا والمتمثلة في أن الدعم يجب أن يُقدم للشعب اليمن لا لأفراد أو أحزاب أو منظمات، لأن عامة الشعب الذي خرج يطلب التغيير هو من ينتظر أن يلمس نتائج الدعم الاقتصادي الذي سيقدمه الأشقاء... وعودة على بدء شكراً للأشقاء.