الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣١ صباحاً

متى ؟ .. سؤال وطني مهم

محمد هادي
الأحد ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٥:٤١ مساءً
متى نفقه دورنا المنشود تجاه الوطن والمجتمع ؟! ومتى نربأ بأنفسنا عن التصرفات الغير عقلانية والسلوك المنحرف عن الحق والذوق والأخلاق الرفيعة ؟ ومتى نرفع من رصيدنا الأخلاقي في التعامل مع الآخرين من حولنا وتحديداً من هم مشهود لهم بالمكانة الاجتماعية والعلمية والوطنية،، متى يكون همنا الكبير وطننا وأبناء أمتنا نبني.. ونشيد.. ونعمل سوياً ونخلص العمل لله أولاً ثم من أجل وطننا وأبنائنا وإخواننا وأحفادنا داخل المجتمع.

ومتى أيضاً نترفع عن الأنانية الذاتية وتضخم الأنا الذي يمثل مرضاً فتاكاً لكل قيم الخير والإنسانية، ويطغي على كل الايجابيات والأعمال العظيمة للشخص داخل مجتمعه.

إن التغيير الذي حصل على ساحتنا الوطنية وتبناه الشباب داخل المجتمع جاء من أجل أن يجيب على متى؟ وينهي الكثير والكثير من السلبيات المقيتة، ويرد المخطئ في حق وطنه وأمته إلى طريق الحق والصدق والخير، كما أن الشباب الذين يقبعون إلى الآن في الساحات في مختلف مناطق اليمن في انتظار تحقق مطالبهم الطموحة، والتعجيل بتحقيق مشاريع الوطن ومطالبه المشروعة في كل مجالات الحياة الصحية والاقتصادية والأمنية والتعليمية والسياسية وغيرها من الاحتياجات والمطالب المهمة في حياة أفراد المجتمعات للوصول إلى يمن جديد معافى من كل علل وأمراض الماضي .

وهم في كل ذلك ينتظرون الإجابة على متى ؟؟ كما أن ما يظهر من بعض رموز النظام السابق من تبختر واستعراض لنفوذهم وقواهم لا ينم إلا عن فشل وجهل، ولا يؤكد إلا حقيقة واحدة وهي الفراغ الأخلاقي، وانعدام رصيد في الوعي الحضاري، والقيم النبيلة التي تمثل أبرز وأهم ما يملكه الإنسان في حياته بين أفراد أمته ومجتمعه، فليس عنا ببعيد ذلك التهديد والوعيد الذي صدر مؤخراً من أحد المسئولين في الداخلية ضد رجل يعرفه الكثير بأخلاقه الدمثة ورصيده العلمي الوافر، ومكانته الرفيعة في مجتمعه، والسؤال الذي يطرح نفسه متى ترتدع تلك الفئة المريضة في المجتمع من تصرفاتها الغير مسئولة وأحقادها الدفينة على كل جميل متميز في وطننا وأمتنا.

كم هو جميل أن يعيش الجميع في أمن وأمان، وأن يلتقي الجميع على حب الوطن والتعاون الهادف لبنائه ورقيه ورفعته بعيداً عن حب الذات والتعنت الكاذب، والكبر والغرور الذي يهلك صاحبه، بحجة المنصب المهم أو القبيلة القوية أو المال الوفير، إذ لا يمكن لكل ذلك أن يكون له قيمة ما لم يرتبط بالأخلاق الفاضلة، والقيم السوية للمرء، وما لم يكن صاحب المال والقبيلة يتصف بالوعي والإدراك لدوره المهم نحو وطنه ومجتمعه، وضرورة التعامل البناء وفق متطلبات الوطن، والسير في فلكه، والسعي لقضاء مصالح أبنائه، والتسلح بالنوايا الصادقة والاستنارة بالعلم الحقيقي، والاستفادة من الرجال الوطنيين الصادقين في خدمة وطنهم ومجتمعهم، وكفى تعنت وعناد ومكابرة، فليس عيباً الاعتراف بالحق، وإعطاء كل ذي حقٍ حقه.. فمتى نبدأ بداية حقيقية ونسلم الوطن لرجال أكفاء همهم الوطن قبل والمجتمع وقبل أي مصالح ذاتية أخرى، فالأمل قائم في مرحلة التغيير التي نعيشها على الساحة الوطنية، والتي هي بداية مشجعة على طريق التغيير والبناء.