الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٨ مساءً

جيل جديد وكرامة شعب

سلطان علي النويره
الاثنين ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٠ مساءً
يذهل المتابع لمسارات الثورة في اليمن فهناك من قال منذ بدأ الثورة أن الحرب الأهلية آتيه لا محالة خلال شهر أو شهرين ، وهناك من اقر بفشل الثورة كونها على حد قوله أنها تحولت وبنيت على أساس تقاسم الغنيمة والمناصب وغيرها ، وهناك من يقول أن الثورة نجحت لسبب أساسي وهوا أنها حققت مطلبها الرئيسي وهوا إسقاط النظام من خلال المبادرة الخليجية .

لكن الأمر الذي جعلني اكتب هذه السطور هو امراً مهم أمر لم يكن يدركه أو يتنبه إليه احد ولم يرتب له احد ، وإنما كان نتيجة لنضال وثوره دامت عشرة أشهر، خلقت لدى الناس ثقافة انكسار الخوف وتبديد العقد ، انها ثوره المؤسسات التي شاهدناها ونشاهدها بين ثنايا مؤسسات الدولة التي تطالب برحيل كل فاسد وظالم ، تلك الثورة الحقيقية التي هي من وجهة نظري انجح من ثوره الميدان المتمثلة بالإعتصامات وغيرها من الأعمال .

ليس لأن النضال طوال العشرة أشهر لم يكون مجدياُ بل بالعكس جاءت ثوره المؤسسات امتداداً للنضال طوال العشرة أشهر الماضية ، ولكنها أي ثوره المؤسسات اقل تكلفة ، ولا يلمس فيها المواطن عناء بالعكس يجد نتجتها بسرعة فائقة وتمتد إلى كل الوزارات والمؤسسات بشكلاُ لا يمكن أن يتصوره احد لأن المؤسسات ثقيلة ومترهلة بكثير من الفاسدين الذين يحتاجون إلى ثوره ومعانات الناس أكثر وأثقل .

لقد خلق مصطلح التغيير وعلى من سار بدربه من شباب ضحوا بدمائهم وأوقاتهم خلق عند الناس حرية لن تموت بعد اليوم ، وكرامة لا تنتهي ولا تداس ، وانفه مغروسة في القلب لا تزول ، إنها نفوس نشدت وتنشد الحرية والكرامة ، وتأبى العيش في الأجواء الفاسدة .

لقد انتقل الناس في مؤسسات الدولة من مرحلة أزمة الوعي إلى مرحلة الوعي بالأزمة والمشاركة في محاولة إنهائها ، وكم نتمنى من كل موظف وعامل في كافة قطاعات الدولة أن يحذو حذو إخوانه في بعض المؤسسات التي ثارت ضد كل مدير وقائد ورئيس مؤسسة اتسم بالظلم والفساد ، وان يقفوا يداً واحده مع إخوانهم من اجل أنفسهم ومن اجل هذا الوطن الغالي ومن اجل كرامتنا جميعاً ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا .

إن الجيل الجديد المتمثل بالشباب الحر هو امن أرسي هذه الثقافة بعد تضحيات عظيمة تمثلت في التضحية بدمائهم وأوقاتهم ، أفلا يجدر بنا أن نواصل حتى ولو بالكلمة ما بناه وأرساه هؤلاء العظماء ؟

أما المسئولين الفاسدين فليسألوا أنفسهم ما لذي جعل كل هؤلاء يكرهونهم ويطالبونهم وينعتونهم بكلمة ( ارحل ) ؟ ترى هل رضعوا من حليب امهاتم الظلم والفساد ؟ وهل استلموا صك في مختلف قطاعات الدولة حتى يسخرونها لهم ولبطانتهم ؟

في الأخير نقول لكل فاسد وظالم ممن لا يزالون يمسكون بمفاصل الدولة انتم على موعد قريب مع جيل جديد لا يرضى بالظلم والفساد والهوان ، وانتم على موعد مع كرامه شعب اصبحت اليوم لا تداس ولا تهان .