الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٥ صباحاً

هيا نلعب لعبة الحب ..

خالد محمد العجي
الثلاثاء ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
هيـــا نلـــعب
لعبـــة الوطــــــن...

ــــــــــــــــــــــــــــ

فرح الأطفال..
... كثيراً حينما سمعوا بهذه أللعبه
وبدون ترتيب مسبق
أو تقسيم للأدوار
وفجأة..
هذا يجري يقول انا بلطجي
والأخر يقول انا معتصم
أما الزعيم "رئيس الدولة"
فهو الطفل الشرير في الحي
يتسارعون
ليجمعون العصي
بأشكال مختلفة
هذه القطعة تشبه المسدس
وهذه تشبه القناصة
وما تبقى هراوات وغيرها
ولا ننسى دور الحجر وهو الأهم لتحسين الحقيقة بنسبة لهم
هكذا كان الأطفال يرون
عدتهم..

يعتصمون
ومن ثم يجوبون الشارع ذهاباً
وإياباً
وهم يصرخون الشعب يريد إسقاط النظام
يأتي المعتدين في تلك اللحظة
ليهجموا
ويقطعوا الشارع
وحينها.. يرمون بقنابل الماء
ويضربوا الحجر بالحجر
ويقتلوا برصاص الهواء
يتناورون فيما بينهم
تتدخل الشرطة
تقتل هذا
وهذا تحميه
ماذا نرى
حتى في حكاية الأطفال
وفي تمثيلهم
لا فرق..!
تأتي مظاهره أخرى الشعب يريد الرئيس
يأتي ذاك الطفل الشقي
الذي هو حقيقتاً يخيف الأطفال
يحتطب..
سوف نحمي المعتصمين
لا تخافوا...لن نؤذيهم
يحرك يده الى الطرف الأخر
ويقول "هيا أهجموا ا"
بسرعة..
بسرعة00
يردون عليه "هذا لا يجوز"
أنت أذهب أولاً
وبعد ذالك نحن سوف نهاجمهم
يقول " حسنا"
ولكني سوف أذهب معكم
"سوف أكون بلطجي في هذه اللقطة"
"ليس رئيس دولة"
يردون عليه لا عليك..هيا بنا
يذهبون
فيهجموا
فتسمع ضحك الأطفال
وهم يتصارعون فيما بينهم
وحين يكتشفون ذاك الطفل الشقي معهم
يعترضون لماذا أتى الرئيس معكم
الرئيس لا يهجم
لم نره هكذا بالتلفاز
أنتم تعطلون لعبتنا
لن نلعب
يردون عليهم
لا لا..
" هذا ليس الرئيس
هذا الآن بلطجي "
فيما بعد سيكون الرئيس"هناك"
أما هنا فهو ليس كذالك
..ها
يكملون لعبتهم
ليستمتعون بالمطاردة
والاختباء
وحينها
لا يغيب دور المصور
والمذيع
لتسجيل الأحداث
لأطفال كأنهم مصابون
هذا يصرخ
وهذا كأنه ينزف دم
وهذا يلعن
وهذا يموت
وصوت سيارات الإسعاف
لا تغيب عن أفواه بعضهم
وتستمر حكايتهم
حتى يحل المغرب عليهم
فتكتمل لعبتهم
الى يوم جديد
لعرض ما شاهدوه
في لليلتهم الماضية
عبر قنوات التلفاز
....
إن الجميل..في لعبة
هؤلاء الأطفال
قلوبهم الصغيرة
ونيتهم الحسنه
وقصدهم البريء الذي هو اللعب لا غير..
معا أنهم يستمتعون كثيراً بما يقومون به
ما يعجبني حقا ..
هو عكس ذاك الواقع المّر
والغير أنساني
المليء بدماء الحمراء
والحقد القاتل
ونشر ثقافة الاعتداء
ولعبة الفتنة السوداء
وإلا مبالاة بالوطن

الى لعبه تملئها البراءة البيضاء
التي عنوانها ..حقاً
♥00 هيا نلعب لعبة الحب ..♥